عز الدين بكر .. أنا لست منشدًا ولا مغنيًا… أنا فقط أعبّر بما أشعر/ حاورته: سمية معاشي
▪️حاورته: سمية معاشي

♦ عز الدين بكر .. أنا لست منشدًا ولا مغنيًا… أنا فقط أعبّر بما أشعر/ حاورته: سمية معاشي
عن رحلتي بين الإنشاد والغناء.
🟠🟠 سرقوا صوتي… لكنهم لم يستطيعوا سرقة إحساسي.
تفاصيل أزمة حقوق أغنية “دخيل وجهك آني” ..
🟠🟠 رسالة لكل شاب: لا تنتظر الفرصة… اصنعها بإحساسك.
🔸 أسرني الفنان عز الدين بكر بتواضعه، رغم شهرته الواسعة وانتشار أغانيه. فهو المغني والمنشد الذي اختار أن يُغني من القلب، فلامس قلوب الآلاف دون ضجيج إعلامي أو دعم إنتاجي.
هو ابن بيئة بسيطة، وشاب يشقّ طريقه بإصرار وموهبة نادرة، جمع بين الطابع العاطفي والروحي في أعماله، ورفض أن يُقيّد نفسه بالقوالب الفنية السائدة.
تميّز بغنائه الملتزم والجميل، كما يظهر ذلك في أناشيده أيضًا، التي تحمل بُعدًا إنسانيًا وروحيًا واضحًا.
انتشرت أغنيته “دخيل وجهك آني” رغم كل العوائق، لتُصبح مثالًا حيًّا على أن الصدق يتفوّق أحيانًا على كل أدوات التسويق.
في هذا الحوار المميز، يحدثنا عز الدين بكر عن بداياته، وطموحه، والمواقف التي واجهها، وسرّ الأغنية التي أحبها الجمهور العربي… فكان لنا معه هذا اللقاء.
______
▪️حاورته: سمية معاشي
🔹مرحبا:
◻️ بدايةً، من هو عز الدين بكر بعيدًا عن الفن؟ كيف تعرف نفسك للناس؟
◽ اسمي عز الدين يونس بكر، من محافظة الحسكة، الواقعة في الشمال الشرقي من سوريا. نشأت وترعرعت وسط عائلة محافظة من الطبقة المتوسطة.
بعيدًا عن الفن، أعرّف نفسي كشخص بسيط، يحمل شغفًا كبيرًا للموسيقى والغناء. لا أرى نفسي “فنانًا” بالمعنى المهني بعد، بل أعتبر نفسي هاويًا مُحبًّا شغوفًا بالغناء والعزف والاستماع.
ربما الزمن والتجربة يقرران إن كنت أستحق لقب “فنان” يومًا ما، لكن الآن، أنا فقط أمارس ما أحب.
◻️ متى بدأت رحلتك مع الإنشاد والغناء؟ وهل كانت بدايتك من الطابع الروحي أم العاطفي؟
◽بدأت رحلتي الفعلية عام 2013، حين سجّلت أول أغنية لي بعنوان “ما نسيناكم حبايب”، وهي من كلمات الشاعر هايل الوگاع. ومن خلال هذا العمل، التقيت بصديق يشبهني كثيرًا في حبه للفن والموسيقى، ومن هناك بدأت المغامرة.
ألقبّه بصديق النجاح، الموزّع الموسيقي الأستاذ مازن عبّاس، الذي كان له دور كبير في صقل التجربة وتطويرها. بداياتي كانت أقرب للطابع العاطفي، لكن الروحي والإنشادي لم يكن بعيدًا عني، بل كان دائمًا حاضرًا داخلي.
◻️ هل تعتبر نفسك “منشدًا” أم “مغنيًا”؟ وأين تجد نفسك أكثر؟
◽في الحقيقة لا أضع تصنيفًا نهائيًا، لأنني أؤمن أن الفن الحقيقي لا يُقيد بتسمية.
أجد في الإنشاد صدقًا روحيًا كبيرًا، وكانت لي تجربة بسيطة مع الشاعر الصديق محمد صابر الحسين في النصوص الإنشادية والغنائية وهناك تعاون مستمر.
والغناء العاطفي هو مساحة للتعبير والبوح. لكنني لا أتقمص الأدوار، بل أقدّم ما أشعر به فعلاً، لذا يمكنني القول إنني أوازن بين الاثنين، لكن دائمًا بروحي الخاصة.
◻️ كيف توازن بين اللون الروحي في بعض أعمالك، واللون العاطفي والغزلي في أعمال أخرى؟
◽المسألة بالنسبة لي ليست تخطيطًا بقدر ما هي تعبير عن حالة شعورية. هناك أوقات أجد فيها نفسي مشدودًا للإنشاد، وأحيانًا أخرى أكون بحاجة لأن أكتب أو أؤدي شيئًا عاطفيًا.
◻️ حدثنا عن قصة أغنية “دخيل وجهك آني”. ما الذي ألهمك لكتابتها أو اختيارها؟ كثيرون أعادوها ونسبوها لأنفسهم، لماذا لم تقدم تصريحًا صحفيًا بهذا الشأن؟
◽سؤال مهم، حقيقةً.
أغنية “دخيل وجهك آني”، الفضل في ولادتها يعود لصديقي العزيز الشاعر ألبرت جوني، والذي كتب الكلمات بلغة بسيطة قريبة من القلب ومفهومة لدى الجميع، وكان ذلك بطلب مني.
التوزيع والعمل الموسيقي كان بإشراف الصديق مازن عبّاس.
نعم، هناك بعض المغنين سرقوها ونسبوها لأنفسهم، وقاموا بمحاربتي بشتى الوسائل، من أشخاص وشركات يوتيوب. ولقد تضررت كثيرًا، وصرّحت عبر حساباتي وصفحاتي الشخصية على السوشيال ميديا فقط، وهذا جعل ما نشرته أقل وصولًا للعلامات الرسمية.
لا يوجد لدينا مؤتمرات صحفية، والسبب الأكبر هو موقعي الجغرافي، وكما تعلمين أنا في بلد يعاني من حرب داخلية وخارجية منذ 14 عامًا، وهناك حظر على الكثير من البرامج المساعدة.
لذلك، نعاني من نقص في البنية الإعلامية (لا صحافة متخصصة، لا مؤتمرات، ولا شركات إنتاج أيضًا).
وهذا ما جعل تصريحي محدود الانتشار، مما خلق فرصة للآخرين ليملؤوا الفراغ ويدّعوا نسب الأغنية.
◻️ كلمات الأغنية تحمل طابعًا عراقيًا باللهجة والأسلوب، لماذا اخترت هذا التوجه؟
اللهجة المستخدمة في الأغنية هي لهجتنا ولهجة أغلب أبناء منطقتي في الحسكة، وهي قريبة من اللهجة العراقية بحكم الامتداد الجغرافي والعشائري.
لذلك، هذا اللون ليس تقليدًا ولا تصنّعًا، بل هو جزء من هويتنا المحلية.
◻️هل كنت تتوقع أن تحقق هذه الأغنية هذا الانتشار الكبير؟ ولماذا برأيك لاقت صدى واسعًا؟
◽بصراحة، لم أتوقّع أن تصل بهذا الشكل الواسع، لكنني كنت مؤمنًا بصدقها وبأنها تلامس مشاعر الناس.
أظن أن بساطة الكلمات، واللحن الجديد، والصدق في الأداء، هي ما جعلها تنتشر بهذا الشكل. لم تكن مجرد أغنية، بل كانت حالة وجدانية، وربما هذا ما جعل الناس يحبونها.
◻️ كيف كان رد فعل جمهورك في سوريا والعالم العربي على هذه الأغنية؟
◽الرد كان أكبر من التوقعات، وصلتني رسائل من كل مكان، وسمعت نسخًا كثيرة من الأغنية بأصوات مختلفة، وهذا شرف كبير لي، وأسعدني كثيرًا، لأنه يؤكّد أن العمل وصل لأعماق الناس.
◻️ هل الأغنية مستوحاة من تجربة شخصية أم من قصة سمعتَ بها؟
◽الأغنية هي قصة تخص الشاعر ألبرت جوني الذي كتبها، وقد قمت بمساعدته أيضًا فيها.
اجتمعنا على فكرة أن تكون الأغنية صادقة وقريبة من القلب، وهذا ما حدث فعلًا. كل واحد أضاف من روحه فيها.
◻️ما الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في نشر فنك؟ وهل تعتمد عليها شخصيًا؟
◽وسائل التواصل الاجتماعي كانت ولا تزال النافذة الأهم لوصول صوتي للناس. من خلالها استطعنا تجاوز الحدود الجغرافية والقيود الإنتاجية، رغم العثرات الكثيرة التي وضعها لي بعض الأشخاص والشركات.
نعم، أعتمد عليها كثيرًا، لأننا نعمل بإمكانيات بسيطة، ولا يوجد لدينا دعم من شركات إنتاج أو قنوات ولا متعهدي حفلات، وبالتالي الجمهور على السوشيال ميديا هو الداعم الأول والأقوى لي.
◻️ هل تحب تسجيل أعمالك في استوديوهات احترافية أم تفضل الإنتاج المنزلي والمستقل؟
◽بسبب واقع المنطقة التي أعيش فيها، لا توجد استوديوهات احترافية قريبة، وحتى لو وُجدت فهي باهظة التكاليف.
لذلك، ننتج أعمالنا في استوديو منزلي بسيط جدًا، يملكه صديقي الموزّع مازن عبّاس. نستخدم أقل الإمكانيات ولكن بخبرات موسيقية احترافية، ونحاول دائمًا تعويض ذلك بالإحساس والصدق، وهذا هو الأساس في رأيي.
◻️حدثنا عن آخر أعمالك وجديدك، وما رسالتك للجمهور العربي، وخاصةً الشباب الذين يرون فيك مصدر إلهام للانطلاق في عالم الفن؟
◽أعمل حاليًا على مجموعة أعمال جديدة، وسأبقى محافظًا على الهوية البسيطة التي عرفني بها الجمهور.
رسالتي للشباب هي: لا تنتظروا الظروف المثالية، بل ابدأوا بما تملكون، وبما تشعرون، وبصدق.
الفن الحقيقي يبدأ من الداخل، من إحساس صادق وكلمة بسيطة نابعة من القلب. وأنا واحد منكم، بدأت من الصفر، وما زلت أتعلم وأنتظر فرصتي الحقيقية.
🌹🌹 وأخيرًا:
“أتقدّم بجزيل الشكر والتقدير للصديقة الفاضلة سمية معاشي على اهتمامها الكريم، مع خالص الاحترام والتقدير.”
وتحياتي وحبي الكبير للجزائر الحبيبة… 💐
_________