فصيلة انتقام.الأديبة والمفكرة الدكتورة جعدوني حكيمة نينارايسكيلا.

فصيلة انتقام.الأديبة والمفكرة الدكتورة جعدوني حكيمة نينارايسكيلا.
من رواية “نبي الظلام”.
،؛، إذا لم تكتفي بالكثير؛ فلن ترضى بالقليل ،؛،
مُرتفِـعٌ في سُفليّـته، منصت لإصطكاك الريح بالغثيان، الذي يسبّبه تفاعل أطنان الحديد وأُجاجة المياه، تشرق عليه الشمس بشعاع حارق، ويبزغ بجانبه القمر بصُداع ضائق، زيادة على إختفاء آثار الاِستسلام وتمالك الأعصاب؛ تفاديا للإنهيار.
،؛، من ترك كلّ شيء يسير من تلقاء اتهامه؛ لن ينتمي للراحة، عليه إمّا بالفكاك أو دعوة الجميع؛ إلى وكر محدودية حريّته ،؛،
يخمّن لأعداءه عن فصيلة انتقام تقهر ريبة خاطره الصدئ. في هذا الوضع؛ لا يُسمح لإبليس بالحركة، ولكن يتيح له تسخير سحره؛ للتحريك والتخاطر.
وفعلاً؛ قام “الحاسد” بتفعيل وسيلة التحكّم عن بعد، وأرسل تردّدات سوداء؛ للتواصل مع أرواح أقوام الجنّ، الذين أقبلوا بأنفسهم، ليكونوا عبيدًا تخدم في صفّه، أيّـان عنفوان شغبه الأول، كلهم شياطين الآن ومستعدّون للردّ على سؤاله الملحاح: أن يدخلوا في أجساد الإنس أفواجًا أعداءً، ويأتون بهم إليه صفًا صفًا.
لا يهمه مشقّة رحلتهم ولا يعير المبالاة لإحتراقهم عقب خطورة الجزيرة، المهمّ أن يمتثلوا لأوامره، بالعهد وبالدم والبند والعقد، ويصيغوا عدوانه بينهم؛ ببلاغة.
محاولة منه؛ للمرور بين ثغرات العقل، لإحصاء نقاط الضعف كمًّا، ونقاط القوّة التي يحوز عليها كل إنسيّ على معزل، اكتشف أنه؛ بين نوعية مخلوقات، من السهل انقيادها خلف ومن وراء المجهول.
فإبليس؛ حاصلٌ على شهادة التجربة من درجة تاريخية معتبرة، هو أقدم الأقدمين في التخصّص، ولديه بحوث موثوقة، عن ماهية وطبائع وأفكار مختلفة، مختلطة لأقوام سبقوا الإنس بعهود ونفوذ.
،؛، لذلك؛ سكان هذا الزمن في رأي إبليس، عبارة عن صخور ليّنة تحت مطرقته، يتشكّلون وفق ما يريد. يكفي إكراه الغافلين منهم على الكفر، بأن تُغرس فكرة،
حتى تتحوّل دعوة العاقل بينهم إلى قيدٍ يُحكم السيطرة على الجميع عنوة.،؛،
كانت هذه مسألة معقّدة؛ جعلته يعيد ترتيب حسابات خطّته الكبرى، ويستثني منها النخبة من ذوي الألباب، التي تميّزت بالنباهة والفطنة والحكمة، وجموح البأس وشدّة الإيمان، بما يخدم جمال نظامهم وأناقة تفكيرهم وعظمة تقدّمهم.
فقد أخافته؛ الطريقة التي يحرثون بها أراضي علمهم وكيف يذرّون بها بذور العناية، فتنبت؛ تشييدًا وتدبيرًا وإصلاحًا، وتنمو محدثة البهاء والتحصّن، والولاء للعبادة والصدق والنبل.
إذن؛ منال “إبليس” أضحى بعيدًا؛ فيما يتعلّق بإخضاع هذه البلدان المزدهرة بالعلوم السموية، والعبقرية والرفض والدفاع.


