الرئيسية

ما اجمل الوفاء وما ارذل ناكري الجميل:  المرحوم صبري افندي امين صندوق البصرة.. بقلم الاستاذ حليم عباس الأعرجي.. جمهورية العراق

ما اجمل الوفاء وما ارذل ناكري الجميل:

المرحوم صبري افندي امين صندوق البصرة

١٨٧٥-١٩٦٣ :

القصه حقيقيه بشخصيه صبري افندي وليست وهميه او خياليه تلك الاغنيه والرجل اسمه (صبري محمد ملا سلمان ) ولد عام ١٨٧٥ وتوفي عام ١٩٦٣ ودفن بالبصرة بمقبرة الزبير وقبرة شاهد عيان لما ذكرناه من خلال الكتابه المدونه على قبرة بهذة الصورة التي ارفقتها بالمنشور للعلم مع التقدير

تدور محور الاغنيه ومطلعها (الافندي الله يخلي صبري صندوق امين البصرة) وقصتها الحقيقيه ان والي البصرة في فترة الحكم العثماني للعراق ( دروبي باشا ) وقع في حب مغنيه جميله جدا بالبصرة اسمها ( حسنيه ) قبل الحرب العالمية الاولى فطلب يدها لكنها رفضته ولم تبادله بنفس الشعور فغضب عليها وقرر الانتقام منها فطلب من مسؤؤل التجنيد بالبصرة ان يستدعي ولدها الوحيد ( وفيق ،) لاداء الخدمه الالزاميه رغم ان عمرة لم يتجاوز السن القانوني وهنا خافت حسنيه على ولدها فنصحها بعض الاصدقاء بان تلجا الى امين صندوق البصرة صبري افندي لكي تستدين منه المال لتدفعه كبدل نقدي عن ولدها لدائرة التجنيد لاعفائه من الخدمه الالزاميه وانه وصف بالاخلاق الحميدة وكرمه وحبه للمحتاجين وللفقراء وكل من طلب منه العون لايخيب امله باعتبارة مسؤؤل الماليه والخزينه لولايه البصرة

ما ان شكت حسنيه لصبري مما وقعت فيه من مشكله عويصه مع والي البصرة لبى طلبها ودفع لها المال وبدورة اعفي ابنها من الخدمه ببدل نقدي وانقذ ولدها واسقط الامر بيد الباشا دروبي واكراما لهذا الموقف الجميل غنت له اغنيه عرفانا بجميله لها وكرمه ( الله يخلي صبري صندوق امين البصرة )

ومن الطريف حقا ان صبري افندي ذات مرة اغوته احدى النساء واقنعته بان يسحب من الخزينه مبلغا تحتاجه هي قدرة خمسه دنانير فسحب من الخزينه المال وسلمها لها وكانه سرق منها دون علم السلطه وبمرور الزمن انبه ضميرة فسلم نفسه للجهات المختصة واعترف بالسرقه واصدرت المحكمه بحقه امرا قضائيا بالسجن لمدة ثلاث سنوات وحالما سمع اهالي البصرة بالقرار خرجوا بمظاهرة صاخبه طافت شوارع البصرة مطالبه الحكومه بالافراج عنه لطيبه ونزاهه الرجل وحبه للفقراء والمحتاجين لانهم يعرفوة حق المعرفه وفعلا استجابت السلطه لهم وافرجت عنه مادام الرجل سلم نفسم واعترف امام المحكمه بسرقه ذاك المبلغ

وما اشبه اليوم بالبارحه من كثرة السراق ينهبون المال بالسحت والحرام وكان شيئا لم يكن من موقف النبيل صبري افندي

خلاصه الكلام الاغنيه حقيقيه اخي العزيز ولم تكن من نسج خيال الشاعر فصاغ هذة الاغنيه بل من واقع حال حقيقي ولهذا غنت بحقه هذة الاغنيه اكراما للرجل لموقفه النبيل معها في تلك المحنه وغنت له باسمه (صبري افندي) لموقفه النبيل مع حسنيه ولو ان البعض قال انها من حلب واسمها الحقيقي (حياة ) وكانت تغني بملهى ( اولكي ) بالبصرة والله اعلم

اخيرا الاغنيه لم تسجل على اسطوانه الى ان جاءت المطربه ( صديقه الملايه ) فغنتها بالعشرينيات من القرن الماضي على اسطوانه واسم صديقه الحقيقي (فرحه بنت عباس ) كما وجدتها لدي بعض الباحثين وايضا وجدت ان اصل صبري افندي اما من الاناضول او من كركوك من منطقه شهرزور والله اعلم

رحمك الله ياصبري افندي فانت عشت فقيرا ولم تسرق وبيدك خزينه الولايه وقيل انه كان ينام بالقرب منها خوفا من السراق ولم تمتد يدة اليها لانه كان بمثابه الامين على اموال الولاية وحتى ملابسه كانت بسيطه ويحب الفقراء ويقدم لهم المساعدات وبالاخص النساء الارامل والايتام ملتزما بشعائر الاسلام واغلب املاكه سجلها وقفا من بعد وفاته ولم يلبي طلب قوات الإحتلال البريطاني بان يكون بمنصب قائمقام في البصرة ولم يعترف بحكومة عبد الرحمن النقيب التي شكلتها قوات الاحتلال البريطاني بالعراق لانها لم تكن حكومه وطنيه وبقي مستقلا ويلبس الطربوش الاحمر اعتزاز بالزي العثماني الاسلامي الى توفي عام ١٩٦٣ ودفن بمقابر مدينه الزبير فالرحمه لك ايها الرجل النظيف وانت والله جميل الوفاء ونظيف اليد واللسان وما ارذل من انكر سيرتك والله من وراء القصد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار