الجوائز الأدبية: بين الإبداع والعبودية الدكتور السعيد بوطاجين كتبت: سمية معاشي: على وكالة الراصد الدولية للأنباء

_____ تبرز مسألة الجوائز الأدبية كموضوع جدلي يستحق التأمل. فقد أشار الدكتور السعيد بوطاجين، بعمق وحكمة، إلى أن بعض الجوائز، سواء كانت عربية أو غربية، قد تشكل خطرًا على القيم الإنسانية، إذ تخلق كتابًا عبيدًا للألقاب والشهرة، بدلًا من أن تكون مصدر إلهام وحرية.إن الجوائز الأدبية، في جوهرها، تهدف إلى تكريم الإبداع وتقدير الجهود الأدبية. ومع ذلك، فإنها قد تتحول إلى فخ يُسقط فيه الكاتب في دوامة من التنافس غير الصحي. يصبح الكاتب، بدلاً من أن يكون مبدعًا حرًا يعبر عن أفكاره ورؤاه، عبدًا للمعايير التي تفرضها لجان التحكيم ومؤسسات الثقافة. هذه الحالة تثير تساؤلات فلسفية عميقة حول طبيعة الإبداع: هل يمكن أن يظل الكاتب مخلصًا لرؤيته الفنية بينما يتصارع مع ضغوط الجوائز والتوقعات الجماهيرية؟يُظهر الدكتور بوطاجين شجاعة نادرة في طرح هذه القضية، مُسلطًا الضوء على ضرورة العودة إلى جوهر الأدب: الكلمة الحرة التي تعبر عن الإنسانية بكل تعقيداتها. فهو يدعو إلى إعادة تقييم القيم التي تُعززها هذه الجوائز، مُشيرًا إلى أن الإبداع يجب أن يُحتفى به كفعل إنساني أصيل، وليس كوسيلة لتحقيق مكاسب مادية أو اجتماعية.تُعتبر شهامة الدكتور بوطاجين في هذا السياق مثالًا يُحتذى به. فهو لا يتحدث من منطلق النقد السلبي، بل من منطلق الحب للأدب ورغبة في حمايته من الانزلاق نحو الابتذال. إن موقفه النبيل يُبرز أهمية الحفاظ على القيم الإنسانية في عالم يتسم بالتغير السريع والتنافسية الشديدة.في ختام هذا التأمل، يمكن القول إن الجوائز الأدبية، رغم أهميتها، تحتاج إلى مراجعة شاملة. يجب أن تُعيد النظر في معاييرها وأهدافها، لتكون أداة لتعزيز الإبداع، وليس لتقييده. فالأدب، في النهاية، هو مرآة للروح الإنسانية، ويجب أن يبقى كذلك، بعيدًا عن قيود العبودية التي تفرضها الألقاب.