حديث بلا صوت بقلم الدكتور جميل مشيقب
جمهورية اليمن
في زوايا الحياة الهادئة ، حيث تتراقص الأنفاس في صمت ، ينشأ حديث عميق بين القلبين . لا يحتاج هذا الحديث إلى كلمات ، فهو يتجاوز حدود الكلام ليصل إلى أعماق الروح . يتناغم العشق في تلك اللحظات كألحان موسيقية تنبعث من قلوبنا ، تعزف على أوتار الذاكرة وتعيد لنا شذرات من المشاعر .
ليس حديث عشق تقليدي ، بل هو حديث يتنفس في كل نظرة ، في كل ابتسامة ، وفي كل لمسة خفيفة . يجسد هذا الحديث الإحساس بالانتماء ، حيث يلتقي القلبان في عالم خاص بهما ، بعيدًا عن ضجيج العالم الخارجي . هنا ، لا توجد قيود زمنية ، ولا حدود مكانية . كل شيء متداخل ، كل لحظة تتداخل مع الأخرى ، وكأن الزمن يتوقف ليشهد على تلك اللحظة السحرية .
غالبًا ما يكون هذا الحديث بلا كلمات ، لكنه مليء بالمعاني والأحاسيس . قد يكون نظرة عابرة ، أو ابتسامة خجولة ، أو حتى لحظة صمت طويلة ، لكن كل ذلك يتحدث بلغة لا يفهمها سوى القلوب المتآلفة . وفي كل لمحة ، يتجلى شغف الحياة ، وتنبض المشاعر بحيوية .
إنه حديث الروح ، حديث يلامس جوهر الوجود ، حيث تتلاقى الأرواح دون أن تحتاج إلى تفسيرات أو تصريحات . فليكن هذا الحديث هو جسر التواصل بين القلبين ، يعبر عن مشاعر تفيض من أعماقنا ، وتظل خالدة في ذاكرتنا ، كأجمل اللحظات التي لا تُنسى .
