رساله من والد متعب لولدة بارض الغربه :بقلم الاستاذ حليم عباس الأعرجي جمهورية العراق
بعدما جلس على مقعدة المخصص له تناول قلمه ويدة ترتعش ليكتب رساله لولدة فكتب قائلا وكانها حكم و وصايا يفهمها قبل فوات الاوان ويشعر كاب ادى ما عليه من واجب وما على الابن الا الطاعه له كتب يقول برسالته لولدة:
ولدي العزيز حازم اكتب اليك وكانني لا القاك بعد هذا اليوم وقد غلبني الحزن والوجد وانت بعيد عني فااعلم جيدا اذا مات القلب ذهبت الرحمه واذا مات العقل ذهبت الحكمه واذا مات الضمير انتهى كل شيء والاصيل يبقى معك كيفما كانت ظروف الحياة والناقص يتركك على عجاله فاختر من اصحابك من الاصلاء لا من الجهلاء الذين يتركوك حال انتهاء المصلحه معك
كن يابني رجلا قويا مع زوجتك احترمها فهي سندك بالحياة فالشجرة التي يجلس تحتها الرجل لاتتسىلقها القردة كذالك هي بيوت الرجال تكون مصانه بقوة الرجل فكن انت منهم ياولدي وابتعد عن زخرف ومباهج الحياة عندكم بالغرب التي لاتلائم طبائعنا نحن بلاد الاسلام لانها تجلب لك العار والشنار وسلب راحه البال وحذاري من ارتكاب الذنوب وتستخف بها مهما كانت صغيرة ام كبيرة فهي اثم واعظم الذنوب من استخف بها صاحبها واياك ومعاشرة السفهاء يبيعوك بالتفاهه بل عليك بمرافقه العلماء والطيبين من نفس طينتك لان السنه العلماء والحكماء تجود بالكلمه الطيبه وبالعلم في حين افواة الجهلاء تنطق بالسفاهه وبكلام فارغ
لا تحسب الحياة هي دار نعيم يا ولدي بل هي دار شقاء فهي تمنحك التعب تارة والراحه معا وان دارت بك الدنيا تذكرك كيف كان اباك لما ذاق مراراتها وافنى عمرة في سبيل خدمتكم حتى اوصلكم الى هذا الحال بتعب وشقاء دون رذيله واثم بل بقوت يدة وقد صانعا بعفةوبشرف بعيدة عن مال الحرام الذي يحرق بيوت الشرفاء ان دخل الدار
اهتم بزوجتك لاتنس وصيتي وباولادك فهي حصنك الذي تاوى اليه وفيه الراحه للبدن ولا تفرط بها واياك ومرافقه السفهاء والجهلاء فان بكت المراة يلحق العار بالرجل لابالمراة لانها بعصمتك اليوم فالحياة فيها قساوة وحلاوة فان هي عصرتك وتالمت وابكيت بحرقه انفرد لوحدك في زاويه لايراك احد وابكي لوحدك وامسح دموعك واخرج الى الناس مبتسما وكان شيئا لم يكن فالناس ياولدي فيهم العاقل والمنافق ومن الله التوفيق
اخر ما اقوله لك تمسك بقول الامام علي عليه السلاملما قال :
لاتعاجلوا الامر قبل بلو غه فتندموا ولا يطولن عليكم الامد فتقسوا قلوبكم وارحموا ضعفنا واطلبو ا الرحمه من الله بالرحمه لهم
هذا ومن الله التوفيق
