الثقافة والفن

حوار مع معالي الوزير الدكتور محي الدين عميمور 🎙♦حاورته: مدير وكالة الراصد الدولية للأنباء بالجزائر سمية معاشي 

🔶 حوار مع معالي الوزير الدكتور محي الدين عميمور 🎙♦حاورته: مدير وكالة الراصد الدولية للأنباء بالجزائر سمية معاشي

 

🟡 طبيب بشري، من مواليد القرن الماضي !!! ينتمي لأسرة مجاهدة من ولاية “ميلة” شرق الجزائر.

 

▪️ أول طبيب جزائري يتخرج من المشرق العربي (طب عين شمس -القاهرة)

 

▪️- مارس نشاطا كشفيا وطلابيا متعددا خلال المرحلة الدراسية، وشارك في تكوين البعثة الجزائرية الحرة في القاهرة، ثم في أشغال المؤتمر المعسكر الأول لشباب العالم الإسلامي في بو سعيد، وقام بتكوين الفرقة الكشفية الجزائرية في المؤتمر الكشفي العربي الثاني برعاية أحمد توفيق المدني في الإسكندرية عام 1956 وترأسها.

 

▪️- قطع دراسته الطبية في 1957 ليلتحق بجيش التحرير الجزائري تحت إمرة العقيد أوعمران، ثم عين مسؤولا عن الشؤون الطبية والاجتماعية بالقاهرة في نهاية الخمسينيات تحت قيادة الرائد رابح نوار.

 

▪️- استكمل دراسته الطبية عام 1963 في القاهرة ليعود فورا إلى الجزائر.

 

▪️ – تولى إدارة الشؤون الطبية للقوات البحرية الجزائرية وكان أول أطبائها الجزائريين بعد استرجاع الاستقلال، وأسس فيها أول محافظة سياسية كان أول محافظ سياسي لها.

 

▪️- بدأ الكتابة بانتظام في منتصف الستينيات على صفحات مجلة الجيش، مستعملا بتوقيع “م .. دين”، وكانت رسومه الكاريكاتيرية أول رسوم تعرفها الصحافة العربية في الجزائر.

 

▪️- استقال من البحرية وفتح عيادة خاصة في العاصمة في منتصف الستينيات، وفي الوقت نفسه واصل النضال في إطار حزب جبهة التحرير الوطني والكتابة في مجلة المجاهد الناطقة باسم الحزب وفي صحيفة الشعب.

 

▪️ – اختاره الرئيس الجزائري الراحل هواري بو مدين في 1971 مستشارا إعلاميا، فتوقف عن ممارسة المهنة الطبية، ولكنه واصل الكتابة بكثافة أقل، ودائما بالتوقيع المستعار.

 

▪️ – رافق الرئيس بو مدين في كل نشاطاته الداخلية والخارجية وحتى وفاة الرئيس في 1978، وتحمل المسؤولية الإعلامية إلى جانب الرئيس رابح بيطاط خلال الفترة الانتقالية، التي انتهت بالمؤتمر الرابع لحزب جبهة التحرير الوطني وانتخاب الرئيس الشاذلي بن جديد رئيسا للجهورية.

 

▪️- اختير عضوا في اللجنة المركزية للحزب في المؤتمر الرابع (1979 – 1983) وواصل مهمته في نفس الموقع برئاسة الجمهورية بطلب من الرئيس الشاذلي بن جديد، وإلى عام 1984.

 

▪️- كان من بين من تمت تصفيتهم سياسيا وإداريا في منتصف الثمانينيات

 

▪️ – استدعاه الرئيس الشاذلي بن جديد في ولايته الثالثة مرة أخرى ليعُيّنه سفيرا للجزائر في باكستان في 1989، وظل بها نحو ثلاث سنوات، استطاع خلالها أن يستعيد للجزائر بريقها في المنطقة.

 

▪️- أحيل إلى التقاعد مرة ثانية بعد اغتيال الرئيس بوضياف في 1962.

 

▪️- استدعاه الرئيس اليمين زروال في 1998 وعينه عضوا في مجلس الأمة (الغرفة العليا في البرلمان) ضمن الثلث الرئاسي الذي يضم الكفاءات الوطنية، وواصل الكتابة السياسية خارج الوطن (الأهرام – الشرق الأوسط- القدس العربي – التضامن اللندنية – الحدث الباريسية – الصباح التونسية – الراية القطرية – الأيام المغربية) وكانت مقالاته تنشر ثانية في صحف جزائرية عربية ( الشعب – المجاهد- الأحرار- اليوم – الشروق – الفرسان – الحوار الخ)

 

▪️- في أغسطس 2000 اختاره الرئيس عبد العزيز بو تفليقة عضوا في حكومته الثانية وكلفه بوزارة الاتصال والثقافة، ولم يمكث طويلا في الوزارة

 

▪️-عاد ثانية إلى مجلس الأمة بعد خروجه من الحكومة.

 

▪️ -انتخب في سبتمبر 2002 رئيسا للجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والجالية الجزائرية.

 

▪️ – مثل مجلس الأمة الجزائري خلال عهدته النيابية في اجتماعات الاتحاد البرلماني لمنظمة المؤتمر الإسلامي وشارك في عشرات المؤتمرات الدولية والإفريقية.

 

▪️ – كُرِّم أكثر من مرة في الجزائر وفي عدة عواصم عربية، واختير في الكويت لمرتبة الشخصية الثقافية العربية لعام 2001، وحصل على جائزة الصحافة العربية في دبي 2009، واختير عضوا في مجلس إدارة الجائزة وعضوا في مجلس المستشارين لمؤسسة الفكر العربي 2010.

 

▪️- يحمل وسام جيش التحرير الوطني وعدة أوسمة من دول عربية وآسيوية والعشرات من لوحات التكريم.

 

🟨 إصدارات الكاتب:

◽- انطباعات ( ثلاثة أجزاء) البعث (قسنطينة)/ والمؤسسة الوطنية للكتاب (الجزائر – ) نفذت

 

◽- م..دين.. التجربة والجذور دار الأمة (الجزائر) نفذت

 

◽- أيام مع الرئيس بو مدين (سبع طبعات) دار اقرأ (بيروت) وموفم (المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية) – … ◽- سفيراً… زادُه الخيال (طبعتان) دار سعاد الصباح – الكويت / وموفم (ENAG)

 

◽- لله وللوطن (ست مجموعات في ثمانية أجزاء) موفم (المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية)

 

◽- نظرة في مرآة عاكسة موفم الرغاية – الجزائر

 

◽- الجزائر : الحلم والكابوس دار هومة – الجزائر / دار الفارابي – بيروت نفذت

 

◽– أنا وهو وهم. (طبعتان) موفم

 

◽- أيام صححت تاريخ العرب دار هومة / دار الشروق

 

◽-…وزيراً … زادُه الخيال (ثلاثة أجزاء) ”

 

◽- الثورة المضادة ”

 

◽- نحن والعقيد (طبعتان) ”

 

– C’est mon avis موفم بالفرنسية-◽

 

– ◽ – مع الموسطاش – طبعتان

 

– ◽- انطباعات الستينيات ”

 

– ◽- انطباعات من القرن الماضي ”

 

– ◽ – المغرب العربي ”

 

◽- ربيع الغضب طبعتان دار القوبية – الجزائر

 

◽- لله وللوطن – المجموعة السابعة ”

 

◽- سرابس – الجزء الأول دار “الكلمة” تونس

◽ – الفرص الضائعة دار القوبية

 

🔳 بداية نرحب بك معالي الوزير بوكالة الراصد

 

🔹- مع كل ذكرى لرحيل الرئيس هواري بومدين هل يرجع بك الحنين الى مقولة ما ! كان يقولها لك؟ وهل تعتبر بأن الرئيس هواري لا يعوض بالجزائر وليس له خليفة.

 

– جملة “الرئيس بو مدين لن تعوضه الجزائر حتى الآن” هي جملة قالها واحد من أشد خصوم الرئيس بو مدين عداوة، وهو الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان، وهي حقيقة تنطبق على قادة كثيرين، فخالد بن الوليد لم يتكرر وصلاح الدين الأيوبي لم يتكرر ونابوليون لم يتكرر.

لكنني أؤمن بالمقابل بأن الجزائر ولادة حتى وإن كانت لا تفرز صورا متشابهة كانها “فوتو كوبي”.

الأمير عبد القادر لم يتكرر ومصالي الحاج لم يتكرر وفاطمة نسومر لم تتكرر، ولكننا عرفنا مصطفى بن بوالعيد ومراد ديدوش والعربي بن مهيدي والجميلات الثلاث والقائمة طويلة.

أما الجملة التي لا أنساها من أقوال الرئيس بو مدين فهي الكلمات التي كان يُسرّ لي بها من أن كثيرا مما كنت أكتبه، قبل أن أبدأ العمل إلى جواره والتقي به بشكل منتظم ودائم، كان يعبر عنه.

 

🔹 – بما انك كاتب راقٍ ونصوصك الرائعة وتصريحاتك التي نعتبرها من ثروات الجزائر وكنوزها، ألا تخشى أن يغير بعضهم ما قلته او ان يبدل أحدهم أسلوبك وينسبه اليه.

 

– شكرا على تقدير أرجو أن أكون من مستحقيه.

وأتذكر أن مولود قاسم رحمه الله كان يقول عن كتاباتي إنها سطور يُعرف كاتبها حتى بدون توقيع.

ويسعدني ويُشرفني أن بعض الرفاق من الشباب، أو الذين كانوا شبابا آنذاك، يعتزون بأنهم يقلدون أسلوبي في الكتابة ويستعملون طريقتي في تناول القضايا التي أرى أهميتها.

أما الباقي، فأنا أثق بوعي القراء وبأنهم قادرون على التفرقة بين الغث والسمين، وتغيير جملة واحدة، صياغة أو مضمونا، في نصّ مما أكتبه ينزع عنه أبوّتي، وسيكتشفه من أسميهم “القراء الأندلسيون” .

 

🔹 – كيف استطعت ان تجمع بين الأدب والطب والسياسية والتاريخ ووقفت صفا مع ذكرياتك التي نفتخر بها جميعا.

 

– هذا سؤال كريم يُشبع غروري، وواقع الأمر أنني أرى أن هذا العناصر الأربعة واقع متكامل، فخبرة الطبيب هي حجم كبير من الذكريات عن الحالات المرضية التي عاشها أو درسها أو قرأ عنها، ولا يمكن علاج المريض بدون معرفة تاريخ المرض، والتعامل معه بل ومع أهله يتطلب المقدرة على ممارسة السياسة لكي تكون النتيجة في مصلحة المريض ولكي يُقال ما يجب أن يُقال عندما يجب أن يُقال، وفرح المريض عند شفائه هو أروع النصوص الأدبية التي يكون الطبيب أول من يحسّ بعذوبتها.

وأعترف أنني مارست العمل السياسي والأداء الإعلامي والإنجاز الأدبي بعقلية الطبيب وبأسلوب الطبيب، وربما بأهدافٍ لا تختلف عن أهداف الطبيب.

 

🔹- هل احتكاكك بالجيل الجديد من الكتاب أضاف شيئا الى رصيدكم الأدبي التاريخي وهل تعتقد أن الجيل القديم من الكتاب أمثال شاعر الثورة مفدي زكريا كانوا أكثر شهرة وحكمة وبلاغة من كتاب العصر الآن.

 

– أعتقد أنني كنت دائما حريصا على التواصل مع الأجيال الجديدة سواء عبر الإنتاج الأدبي أو من خلال التواصل الاجتماعي وهو ما أنقذني من التقوقع في برج عاجي بعيدا عن الشارع الأدبي، والواقع هو أنني لم أنتظر بروز مواقع التواصل الاجتماعي لأرتبط برموز الفكر والشعر.

وأظنك قرأتِ بعض الرسائل التي وصلتني من نزار قباني وما كتبه الأديب اللبناني الكبير فؤاد مطر كمقدمة لكتابي الأخير، الفرص الضائعة، وقبله مقدمة الأديب جورج الراسي لكتابي : الحلم والكابوس.

وبالأمس فقط قرأتُ في الفيس بوك تعليقا لسفير عنابة الصديق جمال فوغالي يذكرني برسالة بعثت بها إليه منذ سنوات بعيدة أحيي فيه إنتاجه.

أما بالنسبة للمقارنة بين الأجيال، فيمكنني القول بأنه ينطبق على الأدباء ما ينطبق على رجال التاريخ، ولكل زمن رجاله كما أن لكل بستان زهوره.

وبعد مفدي زكريا نجد الشيخ الشبوكي، مؤلف نشيد “جزائرنا يا بلاد الجدود”، ونجد صالح خرفي الذي كتب قصيدتين لوردة، بدون أن ننسى محمد العيد آل خليفة، والذي نجد بصماته عند سليمان جوادي وإبراهيم صديقي وإبراهيم قارعلي وآخرين، وبدون أن أنسى شاعرات الجنس اللطيف عندنا ومنهن سمية معاشي ….هل تعرفينها؟

وبعد أحمد رضا حوحو نجد الطاهر وطار وعشرات آخرين.

 

🔹- دكتور محي الدين عميمور هناك لغز لفت إنتباهي بسيرتكم التاريخية كونك كنت تستعمل توقيع م… دين في رسوماتك الكاريكاتوريّة الاولى في الصحافة الجزائرية والعربية بمجلة الجيش، وواصلت الكتابة باسم مستعار لفترة طويلة.. ما سبب كل ذلك الغموض الذي كان بشخصيتك؟

 

– ليست قضية غموض، والواقع هو أنني عندما بدأت الكتابة كنت أعمل في إطار القوات المسلحة، وكان واجب التحفظ يمنعني من استعمال اسمي الحقيقي عند تناولي للقضايا العامة أو السياسية، وذلك حتى لا أحرج المؤسسة التي أنتمي لها، لكن كتاباتي الطبية كانت تحمل اسمي الصريح.

وحرصت على نفس التصرف خلال عملي برئاسة الجمهورية، ولنفس السبب.

وهذا يعني أنني لم أكن أقلد فولتير، صاحب المقولة الشهيرة ” إنه لأمرٌ خطير أن تكون محقًا في الأمور التي تكون السلطات مخطئة فيها”، والذي لم يكن يوقع باسمه الأصلي، والحق أنني اقتديت بأديب أمريكي كان يوقع بإسم “جون أوهارا”،

 

🔹 – من أهم دواوينك « c’est mon avis» بالفرنسية .. هل يحكي الكتاب عن حياتك الشخصية أم يتناول عقيدتكم النضالية.

 

– ذلك الكتاب بالفرنسية كان يضم مجموعة من المقالات السياسية التي كنت نشرتها في الصحافة الجزائرية الناطقة باللغة الأجنبية، وكانت تعبر، كما يقول عنوان الكتاب، عن رأيي في العديد من القضايا السياسية التي كان يهمني أن يطلع عليه من لا يتابعون الصحف الناطقة بالعربية.

وأنا أعرف أن كثيرين فوجئوا بأنني قادر على استعمال اللغة الفرنسية، وهم لا يعرفون أنني كنت أكتب بالإنغليزية في صحف باكستان عندما كنت سفيرا هناك.

والغريب أن بعض المتفرنسين يتهمون المعربين بأنهم ضد اللغات الأجنبية، في حين أن معظم أولئك لا يستعملون إلا الفرنسية، وأحيانا بشكل قد يسيئ أحيانا لتلك اللغة الجميلة.

 

🔹- في الختام أتركك تتحدث عن القضية الفلسطينية.

برأيك ما الحلول والأمة نائمة، هل الجزائر قادرة على خلق الهدوء لها ورؤساء التطبيع في صمت رهيب

 

– ما حدث يبرز حقيقة يجب أن نعترف بها وهي أننا كنا مخدوعين في نوعية بعض الرجال وفي حقيقة بعض المواقف وفي خلفية بعض الأحداث.

ولا أملك اليوم إلا أن أكرر نفس كلمات الرئيس بو مدين من أن القضية الفلسطينية هي الإسمنت الذي يحقق وحدة الأمة العربية أو الذي ينسفها شذر مذر، وهو ما نعيشه اليوم، والذي نتج عن الزيارة المشؤومة التي قام بها للكيان الصهيوني رئيس عربي أراد أن يدخل التاريخ فخرج منه، وشجعه على ذلك ملك عربي كان ينادي بخرافة الجمع بين العبقرية اليهودية والمال العربي.

وهكذا أصبحنا نعيش اليوم زمن الرداءة التي قلبت مقاييس الصداقة والعداوة، وجعلتنا نعيش صورا مخزية وتصرفات بليدة تخدم مصالحة العدوّ.

ولا تملك الجزائر إلا أن تواجه قدرها الذي جعل منها بلد الشهداء وكعبة الأحرار، وهذه المواجهة تكلفنا الكثير، لكن الوطن العربي لن يظل طويلا أسير الخمول، والعالم بأسره يتغير اليوم بشكل مذهل، بحيث تعجز المؤسسات الإعلامية التي كانت دائما في خدمة الاستعمار القديم والجديد عن السيطرة المطلقة عليه، كما كان الأمر قبل 7 أكتوبر 20023.

ومن هنا، فالأمل كبير في ألا نظل وحدنا في مواجهة تيار التطبيع والدياثة السياسية.

وهنا تكمن أهمية الالتزام الكامل مع مواقف الدولة، وعدم الخلط بين الدولة والنظام وبين النظام والحكومة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار