الثقافة والفن

سَيِّداتي .. سادَتي بقلم الشاعر العراقي ثامر الخفاجي 

سَيِّداتي .. سادَتي بقلم الشاعر العراقي ثامر الخفاجي

كُلُّنا مُراؤونَ

لِأَنَّنا عِندَ الحَقيقَةِ

يَلُفُّنا صَمتُ القُبورِ،

وَنُكَذِّبُ الفُقراءَ

عِندَما

بِكُفرِهِم يَتَظاهَرونَ.

 

كُلُّنا مُراؤونَ

عِندما نَتَبَجَّحُ

بِمَعَارِكِنا الَّتي

لا نَعرِفُ عُنوانَها

وَمَن هُمُ الخاسِرونَ.

 

كُلُّنا مُراؤونَ

عِندما نَتَغَنّى بِحَضارَةٍ

لا نَعرِفُ

مَن هُوَ فِرعَونُها،

وَحاضِرٌ نَلُوذُ بِبُؤسِهِ

كَما يَلُوذُ الخائِفُونَ.

 

كُلُّنا مُراؤونَ

عِندما نَتَصابى

في زَمَنِ الوَقارِ،

وَنَلبَسُ جِلبابَ الحِكمَةِ

عِندما يَتَصابى الآخَرونَ.

 

كُلُّنا مُراؤونَ

فَرِحونَ بِدُخولِ بابِلَ

لائِحَةَ التُّراثِ العالَمي،

وَنَسينا أَنَّنا الأَسوءَ

في أَحلامِ القادِمينَ،

فَفي الأُولى

تَكبُرُ أَحلامُ الفاسِدينَ،

وَفي الثّانِيَةِ تُقبرُ

أَحلامُ الثّائرينَ.

نَرفعُ شِعارَ الحُرِّيَةِ

وَنَخنُقُ أنفاسَ الحُرّ

نُصلِّي، لكنْ قلوبُنا

تَغلي بِأَوجاعِ الزُّورِ

وَنُعَلِّمُ الأَجيالَ وَهْمَنا،

ونَتَصاغَرُ عندَ أَولِ غَنيمَةٍ

مُراؤونَ كُلُّنا

عِندما لا نَقولُ الحَقيقَةَ

في زَمَنِ الكِذبَةِ الكُبرى

أَنَّنا مَهزومونَ

ثامر الخفاجي

.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار