الثقافة والفن

رحيل غير مكتمل(رحيل لا يرحل)  بقلم دلال جواد الأسدي . جمهورية العراق

رحيل غير مكتمل(رحيل لا يرحل)  بقلم دلال جواد الأسدي

 

بعض الأبواب لها موعد للإغلاق وعدم استقبال أي ضيف، وعدم الاكتراث لمن حضر دون موعد. تكون النفس فاقدة لقابلية التعاطي مع الموجودين ولا تستطيع تقبل الجدد في سوح روحها. يكون استقبال باهت، تنوي الرحيل بكل كيان، وتريد محو كل بقايا الماضي، لكن ليس كل ما نتمناه يتحقق، يبقى بعضه عالقًا يلاحقنا كطيف كلما نحاول حجر الذكرى وتخطيها بالنسيان، تطل علينا من بقايا سلوك وبقايا ظروف وبقايا آثار كأنها مثل نظام الكون وإشراق الشمس وطلوع القمر، تراودنا على الزيارة بأوقاتها وتنتظم في جدولها ونظامها، لا تختل ولا تتأخر، تتعاقب لكن لا تختفي، تغيب لكن لا تنمحي.

 

تجبر النفس على تجنبها لكن هي تنجذب لها، وكل محاولة نسيان لها كأنها تعطي ألف سبب للبقاء لا للهجر، تعيق الروح وتشّل أركان التفكير، له جموح نحو البقاء.

 

لماذا هذا الرحيل الغير مكتمل؟ برغم عدد أسباب ووجود مغادرة، يصبح حضور باهتًا ملبدًا بالغيوم، متعبًا للروح، مقاومًا لرغبتها، رحيل متشبث بسراب يتغذى على الألم وعمق الجرح.

 

أريد تحررًا منك دون رجوع، أكمل عقاب البقاء، وارتوي من تحطم النفس، وأباشر بالرحيل الأبدي، فالحضور غير مرحب به، ووجب غلق الأبواب والتعافي وشرب الدواء

 

دلال جواد الأسدي

 

مقالات ذات صلة

آخر الأخبار