الثقافة والفن

لقاء مع الشاعر القدير: محمد لخضر جويني ⭕ .بيت الشعر الجزائري… خطوات راسخة نحو ترسيخ هوية شعرية وطنية. 

حاورته سمية معاشي مدير وكالة الراصد الدولية للأنباء فرع الج

🔴 الشاعر القدير: محمد لخضر جويني

⭕ .بيت الشعر الجزائري… خطوات راسخة نحو ترسيخ هوية شعرية وطنية.

🔵وسائل التواصل الاجتماعي: منصة لاكتشاف المواهب الشعرية

🔵 «بريق الكلمات»… ليس فقط ديوانًا بل رسالة من قلب شاعر.

_____

🎙كتبت: سمية معاشي على الراصد الدولي للأنباء

◽عرفته شاعرًا لا يشبه سواه، بأسلوبه المتفرّد في الكتابة، حيث يُبدع وفقًا لما تمليه عليه النوعية لا الكمية، ويجعل من كل نص له بصمة خاصة.

والأجمل من ذلك، تواضعه اللافت، الذي أراه فيه دائمًا، ورفده الصادق للثقافة الجزائرية من خلال بيت الشّعر الجزائري، ذلك الصّرح الذي بات يُعدّ ملاذًا لكل روّاد الثقافة والمشتغلين بالحرف.

إنه الشاعر المتألّق والقدير لخضر جويني، الذي كان لنا معه هذا الحوار، لنغوص سويًا في أبرز القضايا الثقافية التي تشغل الساحة الجزائرية اليوم، ولنكتشف جديده ومشاريعه القادمة.

ما لفت انتباهي خلال هذا اللقاء، هو تعلّقه العميق بقصائده، وحرصه على أن تكون كل واحدة منها مرآة لذاته وتجربته، كما بدا واضحًا حرصه على أن يكون منارة حقيقية للجيل الصاعد من الشّعراء، ومصدر فخر للجزائر.

الشاعر لخضر جويني من الأقلام التي يُعوّل عليها كثيرًا في المشهد الأدبي الجزائري، وقد فرضت وجودها بالعزيمة، والإخلاص، والمصداقية.

إنه الكاتب المتمكّن، الجسور، الذي يكتب بروح شاعر، وينبض بحسّ وطن.

◽ شاعرنا: محمد لخضر جويني

🔸متى كانت لحظتك الأولى مع الشّعر؟ وهل تذكر أول قصيدة كتبتها؟

▪️ككل محب للشعر ومتأثّر به، كانت بدايتي في نهاية مرحلة التّعليم الثّانوي بخربشة سمّيتها

(أيا عمّار)، وهو الصّديق الدكتور عمّار بوضياف الذي كان يجلس بجانبي في القسم آنذاك، وهو اليوم بالمحكمة الدستورية وله ما يفوق الأربعين كتابًا في الحقوق والقانون الإداري:

أيا عمّار جاء ما كنت أخشاه… ذاك الذي سيقضي على ما ألفناه.

🔸 من الشّعراء أو الكتب التي شكّلت ذائقتك الشّعرية في البدايات؟

▪️من الشعراء القدامى: تأثّرت بـ (المتنبي، ابن الرومي، عنترة، بشّار، أبو فراس، زهير بن أبي سلمى، المعري، البحتري، الفرزدق، جرير).

ومن المحدثين: (إيليا أبو ماضي، أبو القاسم الشابي، نازك الملائكة، مظفر النواب، أحمد مطر، نزار قباني، محمود درويش، مفدي زكريا).

دون أن أنسى الأدباء: طه حسين، عباس محمود العقاد، جبران خليل جبران، توفيق الحكيم، نجيب محفوظ، جرجي زيدان، المنفلوطي، إحسان عبد القدوس، غادة السمان، أحلام مستغانمي، الطاهر وطار، عبد الحميد بن هدوقة.

أما الكتب فأذكر منها:

كليلة ودمنة، البؤساء (لفيكتور هيغو)، رسالة الغفران، الأيام، دعاء الكروان، أرمنوسة المصرية، حمار الحكيم، ماجدولين، النظرات، العبرات، عابر سرير، اللهب المقدس…

🔸 هل تعتقد أن المشهد الثّقافي الجزائري منصف للشّاعر أم أنه يهمّش الشّعراء؟

▪️لا أعتقد ذلك، فالمشهد الثّقافي ما زال لم يعطِ الشّعر مكانته الحقيقية، وما زال المشرفون عليه ينظرون إلى الشّاعر على أنه يقول الشّعر الحميمي العاطفي المناسباتي، وغاب عنهم أنه صاحب رسالة، وأنه مؤثّر، يرسم الأمل، والجمال، ويؤرّخ للثورات، يمجّد الأوطان، يغنّي الملاحم…

🔸ماذا يمثّل لك ديوان بريق الكلمات؟ وهل من قصيدة فيه تعتبرها الأقرب إلى قلبك؟

▪️بريق الكلمات رسالتي الثالثة أو صوتي الثالث الذي أعتز به وبكل حرف فيه، مثلما أعتز بكل ما كتبت، لأنني دومًا أقول إن ما أكتبه يعجبني أنا شخصيًا لأنه صادر من أعماق أحاسيسي، مترجم لواقع عشته أو عايشته أو لأحداث كنت شاهدًا عليها وتأثرت بها.

والقصيدة الأقرب هي أسطورة انتماء:

هذا مقطع منها:

ضيّعت العمر في :

النّحت على الماء،،،

في

البحث عن

قطعة شمس،،

في مركب بحرك

أو في:

صفحة السّماء،،،

 

ضيّعت العمر

حافيًا

غافيًا

مولعًا بالحنين

مغرما بالسّناء

 

🔸 هل هناك مشاريع أدبية أو دواوين جديدة تعمل عليها حاليًا؟

 

▪️أنا بصدد التّفكير في جمع النّصوص لأشكّل مجموعة شعريّة جديدة، أطلب من الله أن يوفّقني لجمعها وإصدارها، متمنّيًا أن تصل إلى من يشبهونني ويجدون أنفسهم فيها.

 

🔸 ما الدور الذي ترونه لبيت الشّعر الجزائري في المشهد الثّقافي الجزائري اليوم؟

 

▪️من خلال النّضال والمساعي الصّادقة للجميع: (قيادة البيت، والمكاتب، والمنخرطون، والمتعاطفون، والمشجّعون) تمكّنّا من المشاركة في معرضين وطنيين للكتاب (أحدهما بالجلفة والثّاني بقسنطينة) والصالون الدّولي للكتاب (سيلا) بالعاصمة، وتنظيم ملتقيين وطنيين (راهن الشعرية الجزائرية) ونحن بصدد التّحضير للطّبعة الثّالثة بالتعاون مع المخابر العلمية والأساتذة الأكاديميين وبعض من يسعون لتشجيع الفعل الثقافي، خاصة ما تعلق منه بالشّعر، وتمكّنا من نشر بعض الإصدارات.

 

دون أن أنسى ملتقيات أخرى بكل من بومرداس وعين وسارة وندوات بوهران، ونشاطات بمعظم مكاتب بيت الشعر الجزائري، وهو ما يؤكد دوره الملموس في تقديم الوجه الحقيقي للشّعر والشّعراء بكل أنماط كتاباتهم، والعمل على لقائهم بالأكاديميين وتقارب وجهات النظر في الرؤية للتجربة الشعرية الجزائرية، واكتشاف الطاقات الشعرية الخلّاقة بين كل الفئات.

 

🔸 هل تجدون إقبالًا من الشّباب على الشّعر؟ وكيف يدعمّ البيت المواهب الجديدة؟

 

▪️المتتبّع للحركة الأدبية بالجزائر، وخاصّة المجال الشّعري، يلفت انتباهه إقبال الشّباب من الجنسين. وسجّلنا أسماء تميّزوا حضورًا وإبداعًا، وبرز البعض من خلال احتلال المراتب الأولى في المسابقات الوطنية والعربية. أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر:

الشّاعر خليل عباس، الشاعرة وردة أيوب عزيزي، الشاعر مختار حامة، الشاعر محمد سليم ميداوي، الشاعر شعيب كوسة، الشاعر عبد الله ضوايفية، الشاعرة آية رزايقية.

 

أما تدعيم البيت لهذا الإقبال، فيتمثّل في استضافتهم للنّشاطات المبرمجة للاحتكاك بمن سبقوهم، والسّعي إلى تكريم الذين طبعوا إصداراتهم.

 

🔸كيف تتعاملون مع تحدّيات التمويل أو ضعف الاهتمام بالشّعر مقارنة بالفنون الأخرى؟

 

▪️نسعى إلى تقديم برنامج متنوّع وهادف، ومحاولة إقناع المشرفين على الثّقافة والمؤسّسات ذات الطّابع الثقافي بالدور الإيجابي الذي يلعبه الشّعر ببعده الإنساني والوطني، مع إشراك الجميع دون إقصاء، متفهّمين للعوامل والضّوابط المعتمدة للتّمويل.

 

🔸ما رأيك في تأثير وسائل التّواصل الاجتماعي على الشّعر والأدب؟

 

▪️بالنسبة لي، أرى أن التأثير إيجابي بنسبة كبيرة جدًا، فالكثير من الذين يكتبون نصوصًا ممتازة ولهم حضورهم المتميّز برزوا ضمن هذه الوسائل، ومن خلالها تم اكتشافهم واستضافتهم بالملتقيات داخل الوطن وخارجه. فهي بالنسبة للمحترقين بلوعة الحرف متنفس لهم، وإن تسلّل إلى هذه الوسائل بعض من لا يستحقّون أن يكونوا شعراء أو أدباء، فالوقت كفيل بكشفهم وإزاحتهم، ويبقى الثبات والبقاء للأقدر والأكفأ.

 

🔸 هل ترى أن النّشر عبر فايسبوك مثّل فرصة للشّعراء أم أنه أضرّ بجودة النّصوص وانتشارها؟

 

▪️مثلما سبقت الإشارة إليه، شخصيًا أرى أن النّشر عبر هذه الفضاءات فرصة للمبدع والتّعريف به كشاعر أو أديب، أمّا عن الجودة فالنّص الجيّد يفرض نفسه. وما يُقال عن الفايسبوك يجعلنا نشير إلى بعض ما تنشره بعض دور النّشر التي أعتبرها عملية تجارية بحتة بعيدة عن الجودة والتّميز.

 

🔸لو لم تكن شاعرًا، ماذا تتمنّى أن تكون؟

 

✅✔️🔥أتمنّى أن أكون شاعرًا.

 

🔸ما النّصيحة التي تقدّمها للشّباب الذين يخطون خطواتهم الأولى في درب الشّعر؟

 

▪️أنصحهم بالاطلاع على كل أنواع الشّعر، والتزوّد بمعرفة كل ما يتعلّق بالحركة الأدبية الوطنية والعالمية قديمها وحديثها، والاحتكاك بالأدباء والشّعراء ومختلف تجاربهم، دون الانصهار في قالب معيّن، والتّمسك بنمط واحد وإقصاء الأنماط الأخرى.

 

🔸 هل هناك خطوط حمراء في شعرك لا تجرؤ على تجاوزها؟ ولماذا؟

 

▪️أحاول دومًا أن يكون النص صورتي، عليه بصمتي، دون أن أنصهر في الآخرين. لا أخوض في مواضيع الدّين أو السّياسة، لأنّ للدين علماؤه، وللسّياسة رجالها.

 

🔸ما جديد محمد لخضر جويني حاليًا؟ وهل يمكن أن ننتظر شعريًا أو مشروعًا أدبيًا قريبًا؟

 

▪️أسعى إلى جمع وترتيب وتنقيح بعض النّصوص لتقديمها كمشروع لمجموعة شعرية ما زلت لم أحدد وقت إصدارها.

 

🎖🎖في الأخير، أتقدّم لك بالشكر الجزيل على أنك شرّفتني بهذا الحوار الذي أتمنّى أن أكون قد وُفّقت فيه، وأهديك والمتتبّعين هذا النّص الذي أتمنى أن يروقكم:

 

ولادة

أنا من خريف الفصول

أتيتُ

ومن رحم الكبرياء،،،

تعلّمت من نزف الانكسار

حدود الحياء،،

وجرّبت لمس الجراح

وكلّ مواجع حيف الشّقاء،،

أضمّد بالجرح جرح القصيد

وبالنّيزك الصّدفات

وخيط الضّياء،،،

 

أنا…

رجل سرمديّ الوفاء

أمهّد للمبحرين

طريق التّعفّر بالانتماء

لزمكنة الأقحوان

وزقزقة الانتشاء

أنا من حدود الحدود

تشرّدت بين القصائد

بين

دروب اللّظى

وشرود السّماء

وعشت بلا خفقان

بلا خيلاء

تجرّعت من ظلمات الطّوى

علقم الانطواء

ومن وحشة العثرات

تذوّقت لفح الخواء

فهل تقبلين عبوري

إلى شاطئ الهذيان؟

وهل سأمنّي أماسيَّ التّعمّقَ

فيكِ وفي

نبضات اللّقاء؟

وهلّا أتيتِ رضابية الشّوق

والاحتواء؟

 

أنا طائر من حرير

أغنّي،

تدثّرني المعجزات

تحرّرني من صدى الانتشاء.

________________________

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار