(( الظلم في المنظور القرآني والسنة النبوية الشريفة))إعداد السيد جعفر طاهر العميدي. العراق
اللهم صل على سيدنا محمد الوصف والوحي والرسالة والحكمة وعلى اله وصحبه وسلم تسليما
*اعلم أن الظلم قد يراد به ضد العدالة؛ وهو التعدي عن الوسط في أي شيء كان وهو جامع للرذائل بأسرها وهذا الظلم بالمعنى الاعم وقد يطلق عليه الجور أيضا وقد يراد به ما يرادف الأضرار بالأيذاء بالغير ؛ وهو يتناول قتله وسبه وقذفه وغيبته وأخذ ماله قهرا ونهبا وغصبا وسرقة وغير ذلك من الأقوال والافعال المؤذية ٠ وهذا هو الظلم بالمعنى الأخص الذي أطلق عليه في الآيات والأخبار وفي عرف الناس ؛ وباعثه العداوة والحسد يكون من رذائل قوة الغضب٠ وان كان الحرص والطمع في المال,؛ يكون من رذائل قوة الشهوة ٠وتكرر من اللعن في القرآن الكريم على الظالمين وكفاه ذما أنه تعالى قال في مقام ذم الشرك٠ قال تعالى ((﴿وَإِذۡ قَالَ لُقۡمَـٰنُ لِٱبۡنِهِۦ وَهُوَ یَعِظُهُۥ یَـٰبُنَیَّ لَا تُشۡرِكۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِیمࣱ﴾ [لقمان ١٣] وقال تعالى ,((﴿إِنَّمَا ٱلسَّبِیلُ عَلَى ٱلَّذِینَ یَظۡلِمُونَ ٱلنَّاسَ وَیَبۡغُونَ فِی ٱلۡأَرۡضِ بِغَیۡرِ ٱلۡحَقِّۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمࣱ﴾ [الشورى ٤٢]
وال ايضا :((﴿وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱللَّهَ غَـٰفِلًا عَمَّا یَعۡمَلُ ٱلظَّـٰلِمُونَۚ إِنَّمَا یُؤَخِّرُهُمۡ لِیَوۡمࣲ تَشۡخَصُ فِیهِ ٱلۡأَبۡصَـٰرُ﴾ [إبراهيم ٤٢]٠٠٠٠وقال :((﴿إِلَّا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَذَكَرُوا۟ ٱللَّهَ كَثِیرࣰا وَٱنتَصَرُوا۟ مِنۢ بَعۡدِ مَا ظُلِمُوا۟ۗ وَسَیَعۡلَمُ ٱلَّذِینَ ظَلَمُوۤا۟ أَیَّ مُنقَلَبࣲ یَنقَلِبُونَ﴾ [الشعراء ٢٢٧]
((الظلم في المنظور النبوي))
*************************
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ((أن اهون الخلق على الله من ولي أمر المسلمين فلم يعدل لهم ))
وقال :((اتقوا الظلم فأنه ظلمات يوم القيامة))
وقال:((جور ساعة في حكم؛ أشد وأعظم عند الله من معاصي تسعين سنة))
وقال ((،من خاف القصاص كف عن ظلم الناس))
ورد في الخبر أنه تعالى أوحى إلى داوود عليه السلام وقال:(( قل للظالمين لاتذكروني فإن حقا علي أن اذكر من ذكرني وان ذكري إياهم أن العنهم ))
الظلم في منظور العترة الطاهرة
///////////////////////////////////
من وصية السجاد حين حضره الموت لابنه الباقر عليهما السلام قال في وصيته((يابني اياك وظلم من لايجد عليك ناصرا إلا الله))
قال الامام الباقر عليه السلام ((ما من أحد يظلم بمظلمة إلا أخذه الله تعالى بها في نفسه وماله))
قال رجل له يا امام كنت من الولاة فهل لي من توبة ؟؟؟!!قال الامام :(لا )!!!حتى تؤدي إلى كل ذي حق حقه ٠))
وقال الإمام ايضا:((الظلم ثلاثة: ظلم يغفره الله تعالى وظلم لايغفره الله تعالى وظلم لايدعه الله ؛ فأما الظلم الذي لايغفره الله تعالى فهو الشرك بالله وأما الظلم الذي يغفره الله تعالى فهو ظلم الرجل نفسه فيما بينه وبين الله عز وجل وأما الظلم الذي لايدعه الله فهو المداينة بين العباد))
قال الامام الصادق عليه السلام (( في قوله تعالى :((﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ﴾ [الفجر ١٤] قنطرة على الصراط لايجوزها عبد بمظلمة))
وقال ايضا عليه السلام (( من اكل مال أخيه ظلما ولم يرده إليه أكل جذوة من النار يوم القيامة))
( موعظة لكل سلطان متجبر)
++++++++++++++++++++
أن الله أوحى إلى نبي من انبيائه في مملكة جبار من الجباريين:(( أن ائت هذا الجبار فقل له : اني لم استعملك إلى سفك الدماء واتخاذ الأموال وانما استعملتك لتكف عني المظلومين فأني لن ادع ظلامتهم وان كانوا كفارا))
++++++++++++++++++++
((حكم تخط بماء الذهب))
—————————————-
قال ابي جعفر الباقر عليه السلام (( أما أن المظلوم يأ خذ من دين الظالم أكثر مما يأخذ الظالم من مال المظلوم))
ثم قال :((من يفعل الشر بالناس فلا ينكر الشر إذا فعل به٠أما إنه يحصد ابن آدم ما يزرع ٠ وليس يحصد أحد من المر حلوا؛ ولا من الحلو مرا))
قال الامام الصادق عليه السلام ((من مشى مع ظالم فقد أجرم))
وقال:((اذا كان يوم القيامة نادى مناد: اين الظلمة وأعوان الظلمة ومن لاق لهم دواة أو ربط لهم كيسا أو مدهم بمدة قلم ؟ فاحشروهم معهم))
واليوم ما أكثر الظلم والجور على بلاد المسلمين وعلى اهلنا في فلسطين وسوريا ولبنان والعراق ومن جور سلاطين العرب الذين تخلوا عن عروبتهم وعدم مد يد العون لهم ونصرتهم من أعداء الإسلام ٠٠٠٠اللهم نسألك نصرا تعز به الإسلام والمسلمين وترفع عنا جور الظلم والظالمين٠
إعداد السيد جعفر طاهر العميدي
