المقالات

العرب والمسلمين .  بين . الخوف والحياد . سامي التميمي جمهورية العراق 

العرب والمسلمين .  بين . الخوف والحياد .

سامي التميمي جمهورية العراق

 

للأسف بعض الحكام العرب والمسلمين والنخب المثقفة والشعوب كذلك ، يقفون في منطقة وسطى بين الحياد والخوف ، لايستطيعون الدفاع عن وجودهم وأرضهم وعرضهم ودينهم وثقافاتهم وتأريخهم ، والكثير منهم أختلطت لديه الأوراق ، بعض الكتاب والمثقفين والأعلاميين والمشايخ ووعاظ السلاطين يثقفون للحاكم الجبان والمطبع والخائن والعميل ، ويبرّرون له كل شئ في قوالب أسلامية ثقافية أعلامية ، للتأثير على الشعوب .

 

ولذلك أصبحت الكثير من القضايا المهمة والأراضي العربية في خبر كان ، بل صار المواطن العربي يرزح تحت الظلم والأستعباد والقتل والتعذيب والتهجير ، مرة من الحاكم ، ومرة من الدول الإستعمارية ، التي تخطط للهيمنة على الثروات في المنطقة .

 

بل صار هناك نفساً طائفيا ً وعرقياً ودينياً وحتى قبائلياً بغيضاً للغاية ، غذته دوائر الإستخبارات العالمية والإسرائيلية لتشتيت وتفريق الأمة ، وهذا آخر ماتوصلوا له ، في علم وستراتيجية الحروب النفسية والعسكرية ، في عدم الدخول في حروب مباشرة ، ونقل الجيوش والإسلحة والأعتدة ، من أماكن بعيدة ، بل الحرب من خلال تشجيع ودعم فريق ضد فريق ، وهذا يقلل الجهد والوقت والأموال والخسائر بالأرواح بالنسبة لهم ، بالضبط وكأنهم يشاهدون لعبة كرة القدم ، من سيكون الرابح والفائز ، وقطعاً ستكون الغلبة لمن يحظ بالدعم والتغطية الأعلامية والإستخباراتية والتكنلوجيا الحديثة .

 

وأيضا صارت المقاومة العربية والأسلامية محاصرة ، من قبل الحكام العرب ومشايخهم وكتابهم ومثقفيهم المرتزقة ، الذين يثقفون بطريقة ماكرة ، لاتخلوا من الحجة الدينية والثقافية والفلسفية والأعلامية ، بل صاروا يزرعون العملاء والجواسيس بينهم لكي يسقطوهم وينسفون مواقعهم المحصنة .

 

المرحلة القادمة يحتاج أن نعمل على التثقيف والتوعية الوطنية والدينية والثقافية والأعلامية ، لبناء الحصانة لدى المواطن العربي وأن يغادر حالة الأرباك والتشكيك والحياد ، وضرورة أن يفهم ماهي مصالحه وأهدافه والتي هي قطعاً لاتتقاطع مع أهداف ومصالح الوطن والمقاومة ، ومن الطبيعي والمؤكد أن يعرف بأن الوطن هو مصلحة علياً لاتتقاطع ولاتعلوا عليه المصالح والأفكار والثقافات والأديان .

 

أن ضاع الوطن ضاع الجميع ، وأن حفظ الوطن حفظ الجميع .

 

الجيوش والأسلحة والأعتدة والأسوار ، لاتحمي الأوطان ، وأنما العقيدة والأيمان والفكر والثقافة والصمود والبطولة هي من تحمي الأوطان .

 

فهناك الكثير من الأمبراطوريات والممالك والدول ، أنهارت وأندثرت وأصبحت في خبر كان ، لأنها بنيت على الظلم والفساد والفوضى والأستهتار ، رغم كثرة أسوارها وجيوشها وأسلحتها وعتادها ، وعلى سبيل المثال من تلك الدول العربية ( الأموية ) و( العباسية ) و ( العثمانية ) .

 

فبغداد صممها وبناها المهندسون لتكون أقوى دولة محصنة من خلال أسوارها وقلاعها وحصونها ، و لكنها سقطت 30 مرة ليست من خلال أسوراها ، بل من خلال أبوابها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار