المقالات

الرسول الاعظم ٠٠والعلاقات الإنسانية.  حقوق الصحبة.في الاسلام ))إعداد السيد جعفر طاهر العميدي

الرسول الاعظم ٠٠والعلاقات الإنسانية.  حقوق الصحبة.في الاسلام ))إعداد السيد جعفر طاهر العميدي

,((الدرس الثامن ))

اللهم صل على سيدنا محمد الوصف والوحي والرسالة والحكمة وعلى اله وصحبه وسلم تسليما تسليما

قال تعالى ((﴿لَقَدۡ جَاۤءَكُمۡ رَسُولࣱ مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ عَزِیزٌ عَلَیۡهِ مَا عَنِتُّمۡ حَرِیصٌ عَلَیۡكُم بِٱلۡمُؤۡمِنِینَ رَءُوفࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [التوبة ١٢٨]

واراد نبي الرحمة صل الله عليه وآله وصحبه وسلم أن يعرفنا بجوهر رسالته ويعرفنا إلى مستوى الإدراك السديد لدعوته فقال :(( إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق)) فالرسول الحريص علينا الرحيم بنا يعلم ان خيرنا كله مائل فيما بعث من أجله(مكارم الاخلاق)

وعلى رأس مكارم الاخلاق (حسن الصحبة ) ولست أعرف في آداب الصحبة وحقوقها اروع ولا اجمع من قول رسول الاخاء والمحبة والسلام رسول السماء صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم:((إن الله يسأل عن صحبة ساعة ))

صحبة ساعة ٠٠لقاء عابر مع انسان آخر يشكل موقفا يسألنا الله عنه ٠٠٠هذا في حد ذاته اجلال للصحبة ليس له نظير٠٠!!!!

والصحية في منظور النبي الاكرم عليه الصلاة والسلام وتعاليمه تبدأ بالنفس فنحن لانصاحب احدا ابدا أكثر ولا اطول مما نصاحب أنفسنا من أجل هذا تبدأ حقوق الصحبة والتزاماتنا بها بنوع علاقتنا بأنفسنا ٠

كيف نصاحب أنفسنا وكيف نصادقها وكيف نتعامل معها,؟

يقول عليه السلام:(( ابدأ بنفسك ))٠٠٠٠فحين نكون اصدقاء طيبين مع أنفسنا نكون او نصير اصدقاء طيبين مع الآخرين ٠٠٠والصحبة الأمينة الصالحة للنفس ؛ تتمثل في إلا ننشق عليها أو تنشق علينا ٠٠اي ان بمضي الإنسان بنفسه على صراط مستقيم ٠٠صراط الله وهديه ونوره٠

والتدريب الحقيقي لآداب الصحبة يبدأ بترويض النفس٠٠٠هذا العمل المجيد الذي أعطاه الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وصفه الحق حين قال لأصحابه:(( رجعتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الاكبر جهاد النفس))

وجهاد النفس الذي يتم بعيدا عن مناخ الصداقة لها والصحية معها كثيرا مايزيدها ضلالا وإياقا٠ وكثيرا ما يعبر الرسول عن النفس تعبيرا يوحي بالحنان ويوصي بالرفق إذ يقول ((نفسك التي بين جنبيك))

أجل وهل هناك ماهو اقرب اليك وألصق بك مما هو بين جنبيك ؟ وإذا كان أول واجبات الصحبة أن تكون صادقا مع صاحبك وناصحا أمينا له فإن ذلك هو اول واجباتك تجاه نفسك٠

وهنا يقول الرسول عليه الصلاة والسلام:(( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت٠٠والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني))

فمحاسبة النفس في غير إذلال وتقويمها في غير قتال هو أول ما تفرضه عليه حقوق صحبتها ومعايشتها٠٠٠ أما تركها في هواها وترك النصح لها ؛ فخيانة لها ولحقوق الصحبة معها والموازنة بين التسامح والمؤاخذة وبين الرفق والضغط هي أكثر ما تستقيم به الصحبة مع أنفسنا والاخرين٠

ولما كان الناس أكثر وأسرع ميلا بالطبع إلى الشدة والغلظة ٠٠جاءت وصايا الرسول عليه الصلاة والسلام بالرفق كثيرة ومباركة٠٠،اذ يقول (( أن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق و ما لايعطي على العنف ولايعطي على سواه))

أن الرسول الكريم إذ (يضع العنف) مقابلا ( للرفق)

ويقول في حديث آخر ((أن الله عزوجل يعطي على الرفق ما لايعطي على الخرق)) ثم يدلنا على حصيلة كل من الرفق والخرق فيقول:((الرفق يمن والخرق شؤم))وأنه عليه السلام لايجعل الرفق خلقا وفضيلة فحسب بل هو سمة أمته وعلاماتها المميزة٠٠ يقول عليه الصلاه والسلام:((إنما بعثتم مبشرين ولم تبعثوا معسرين))

إعداد السيد جعفر طاهر العميدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار