منوعة

“فراق واشتياق… وجع مقيم وذاكره لا تموت .”بقلم: احمد ضياء عثمان

“فراق واشتياق… وجع مقيم وذاكره لا تموت .”بقلم: احمد ضياء عثمان

 

لما الفراق يطرق بابك…

 

التعلّق:

 

التعلّق مش كلمة بنقولها لما بنحب حد، ده نبض بيتزرع في روحك من غير ما تحس.

تبص تلاقي نفسك بتتنفس من خلاله، بتضحك عشان هو بيضحك، وبتنهار لو اختفى.

بس المشكلة مش في التعلّق…

المشكلة لما تفقد اللي اتعلقت بيه.

في لحظة، الدنيا كلها بتقف… مش لأنك مشغول، ولا لأنك تعبان.

لكن لأنك فجأة، فقدت حد كان بالنسبالك “الدنيا كلها”.

فجأة، بيتقفل باب، وبيتفتح جرح… والوجع يدخل يسكن روحك

 

الفراق مش بس غياب شخص، الفراق موت بطئ بيعيشه اللي فاضل.

وأشكال الفراق كتير… وكل نوع فيهم له طعمه، بس الطعم دايمًا مُر.

 

زي فراق الأب

 

الاب الي دايما سندك الضهر اللي كان واقف وراك، وقع خلاص.

الراجل اللي كان بيخاف عليك أكتر ما بتخاف على نفسك… مشي.

كان بيزعقلك، بس من حبه ليك.

وكان بيتخانق مع الدنيا عشانك، ويداري في صمته ووجعه، عشان ما تشيلش هم.

 

مات؟ آه… بس الحقيقة إنك إنت اللي مت كل يوم من بعده.

كل ما تقعد تبص في صورته وتكلمه، تقول:

وإنت سايبني كده ليه؟ أنا مش بعرف أعيش من غيرك.

بابا، ارجع… أنا خلاص، بقيت زي ما كنت عايز. خلاص هعملك الي انت عايزه مش هعلي صوتي تاني بس ارجع بالله عليك ارجع هو خلاص يعني كد مش راجع طب أنا كنت لسه ناوي أقول له إني محتاجه اوي

بس هو مش بيرجع وانت مش عارف تصدق انو خلاص مبقاش موجود.

 

“كان أبي وطنًا.. فلا غربة بعده تُطاق، ولا حياة تشبه تلك التي مضت.”

 

او فراق الأم…

فيه حضن، لما بيروح… الدنيا كلها تبرد.

صوتها كان بيرجعلك الحياة، ضحكتها كانت بتشيل التعب من قلبك.

وفجأة… كله سكت.

مبقتش تسمع “كل سنة وانت طيب” بصوتها، ولا دعوة منها على الفطار.

بقيت تصحى على صوتك بتعيط وانت بتنادي: “ماما انتي فين وحشتيني…”

بقيت لما الدنيا تيجي عليك متلاقيش لا حد تشكيله ولا يدعيلك خلاص واتقفلت عليك ببان كتير وربنا يقولك ماتت التي كنا نكرمك من اجلها

وانت تقعد مش مستوعب تيجي كل يوم تدخل تنده وتدور عليها

لكن خلاص هي مبقتش موجوده

“الأم؟ دي مش إنسانة… دي حياة كاملة بتنتهي لما هي تمشي.”

 

نيجي بقي لفراق الأخ نصك التاني.

 

كان شريك لعبك، خناقك، أسرارك، حنيّتك.

كان أول صاحب ليك، وأكتر واحد شافك ضعيف وما اتغيرش عليك.

لكن الموت قرر ياخده، ويسيبك لوحدك تشرح للناس إنك مش هو…

إن اللي مات هو أنت كمان.

 

او أم بتقعد قدام باب أوضته كل ليلة، تنده باسمه كأنها بتكذّب الحقيقة: ‘قوم يا ابني، الأكل بيبرد… قوم، كفاية نوم قوم ياحبيبي

“مفيش توأم بيموت لوحده… التاني بيعيش بجسمه، بس قلبه مات وانتو كنتو تؤام روح”

 

فراق الحبيب/الحبيبة…

 

كان الشخص اللي بتشوف فيه نفسك، أحلامك، ضحكتك، أمانك.

بس النصيب قال لأ.

سابك، أو الحياة سرقته منك، أو الحادثة كانت أسرع من أي كلمة حب.

بقيت تحضن صورته، وتضحك لوحدك… وتحكي له كل يوم.

وكل الناس قالت: “اتجنن.”

وأنت عارف إنك ما اتجننتش…

أنت بس متعلق… لدرجة الموت.

وبتقول ف نفسك هو راجع تاني اكيد مسبنيش طيب هو انا زعلته هو كان زعلان مني طيب يرجع تاني وانا واللهي مهزعلو بس يرجع انا انا هفضل مستني عشان هو اكيد بس ف مشوار وراجع

ويفضل عقلق عارف انو مات لكن قلبك مش مصدق ومستني والحياه متكملش من بعدي

“نحبهم، ونعرف أن البقاء لن يطول… ثم نودّعهم، ولا نعرف كيف نعيش بعدهم.”

 

فراق الزوج أو الزوجة بالموت…

 

سنين طويلة من الحُب، العِشرة، التفاصيل الصغيرة.

فجأة، بقت وحيد

السرير بقى واسع، الريحة فضلت في المخدة، والصوت اختفى.

كل حاجة بتصحيك وتقولك: “هو مش هنا… ومش راجع.”

بعد سنين حب وعايشين سوا طرف يسيب التاني من غير حتي وداع

زي الي جوزها مات جنبها وهو نايم او الي مراته ماتت وهي ماسكه ايده ف حادثه او الي مراته تغرق منه وميعرفش ينقذها تخيل تبقو عشتو سوا اجمل لحظات حياتكم وكل حاجه تتبخر بين ايديك حط نفسك ف الموقف ده كده

ممكن يوصلك للجنون

 

فراق صديق الروح بير اسرارك…

 

اللي كنت بتكلمه من غير ما تراجع كلامك،

اللي لما الدنيا تقع، هو بيشيلك…

اللي دايما سوا ف الحلوه والمره

وفجأة، سابك تمشي لوحدك.

خلاص مبقاش موجود معاك

كان بيسمعك من غير ما تتكلم، دلوقتي انت بتتكلم… بس لنفسك.

حتى “ضحكتك” بقت نص ضحكة

من وقتها وانت مش لاقي نفسك اصل بردو مكنش مجرد صديق ولا صاحب ده كان حته من روحك .

زي شاب واقف قدام قبر صاحبه و ماسك ورقة فيها كلام مكتوب وبيقرا بصوت مكسور وبيقوله : كنت مستنيك تقوللي تصبح على خير النهاردة، مش تسيبني للصبح لوحدي احنا متفقناش علي كده احنا كنا متفقين نفضل سوا ليه خلفت بوعدك ياصحبي

“الصداقة الحقيقية ما بتموتش… بس موت الصديق بيكسر روحك نصين.”

 

التعلق… القاتل البطيء

 

في ناس لما بتحب، بتحب بعمرها كله…

بتتعلق بالشخص كأنه أوكسچين…

ولما الشخص ده يمشي، بيبقوا زي اللي بيغرق ومفيش نفس.

 

فيه بنت بتكلم هدوم أبوها وتنام بيها مهي مش قدره تتحمل واقع فراقه وكل شويه تقول لو كنت قلتلك إني بحبك أكتر انت وحشتني اوي علي فكره ملحقتش اشبع منك وبعدين انت قلتلي انك عمرك مهتسبني وتمشي مش انا بنتك حببتك سبتني ومشيت ليه هو في حد بيسيب بنته بردو .

 

او شاب بيزور قبر صاحبه ويفضل يحكي له تفاصيل الأسبوع كأنهم لسه مع بعض ويقوله وحشتني اوي يصحبي علي فكره انا كنت هرن عليك ف اليوم ده كنت هرن عليك بس يارتني رنيت فعلا طب هو أنا السبب انا السبب؟

وفيه اللي دخلوا مستشفى نفسية، مش عشان ضعاف.

لكن لأن الحب كان كبير، والغياب أكبر.

 

الخلاصة

يمكن نعيش، بس عمرنا ما هننسى.

ويمكن اللي راح، راح بجسمه… بس ساب فينا حاجة منه، عايشة… ومش بتموت

الفراق مش حدث…

الفراق حياة كاملة، بتبدأ لما حياة اللي بنحبهم تنتهي أو يبعدوا.

 

طب وإحنا

احنا بنعيش بنص قلب، بنص روح، بنص ضحكة.

وفي كل لحظة، بنفتكرهم… ونبكي عليهم كأنهم ماتوا حالًا.

وفي الآخر، بنفضل قاعدين قدام صورهم.

نسألهم: زي زوجه قدام صوره زوجها: طب إنت ارتحت طيب كده؟ طب أنا؟ أعيش إزاي مفكرتش في؟

او بنت قدام صوره ابوها: بيقولوا اللي بنحبهم بيسمعونا واحنا بندعيلهم.

طب لو سامعني، طمني.

قوللي إنك لسه جنبي، حتى لو مش شايفاك

 

وفي الاخر مافيش رد… بس بنكمل نعيش، أو نموت وإحنا عايشين

 

“وكمان اللي بيموت بيريّح، لكن اللي بيمشي بإرادته… بيسيبنا نتحرق كل يوم.”

 

بقلم: احمد ضياء عثمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار