الثقافة والفن
شذرة بقلم الأستاذ عماد خالد رحمة _ برلين.

شذرة بقلم الأستاذ عماد خالد رحمة _ برلين.
المثقف العربي، إن أراد أن يرتقي فوق الصدى الهزلي للمسرح الذي يحاول العالم أن يفرضه عليه، فعليه أولاً أن يستمع إلى نداء المعنى، ذلك الهمس الخافت في صميم كيانه، حيث تتشابك الأسئلة الكبرى مع شغف المعرفة. عليه أن يحوّل كل جدل عبثي إلى بناء صلب، يشيد جسوراً بين الوعي والفعل، بين الفكر والإرادة، بين الفرد والمجتمع. عليه أن يجعل من المحبة طاقة لا تقف عند حدود العاطفة، بل تمتد لتغذي رؤية حضارية تُعيد للعقل دوره وللروح مكانتها. عليه أن يخلق من وعيه مشروعاً حضارياً، لا مجرد نصٍ يتلوه على منابر التظاهر، بل عملٌ ملموسٌ، متجذر في عمق التاريخ ومتطلع إلى المستقبل، بحيث يصبح المثقف شاهداً حياً، لا كومبارساً ضائعاً في مشهدية عبثية، وفي كل خطوة منه، يُعلن الإنسانية قبل أن يُعلن ذاته.