إليها . بقلمالشاعر. .مهدي سهم الربيعي/العراق

إليها . بقلمالشاعر. .مهدي سهم الربيعي/العراق
رجل يكتب لك، من قلبه المثقل بالذكريات..
أردت أن أخبرك عن الألم الذي نحمله، عن الخيبات التي احتضناها بقهر . .
ما أكذب العمر، إذ يترك فينا حطامًا لا يُرمم، وما الأمنيات إلا قوائم محذوفة.
نمضي في طرقات موحلة ، نجمع ما تبقى منا بين الركام،
نحاول أن نعيد ترتيب الفقد، لكن اليدين خاليتان، والقلوب مثقلة بالفراغ.
حين أرفع عيني إلى السماء، لا أجد سوى صدى جارح لكلمات لم تُقل،
ولوعٍ لم يُشفَ، وحبٍ لم يُكتمل. .أحيانًا، أشعر أننا نغرق في ذكرياتنا، كأننا نحاول إعادة صياغة لحظة لم نعرفها قَط،
الزمن يبتسم بسخرية، يتركنا وحدنا مع حطامنا، ننتظر شيئًا لم يأتِ أبدًا.
أحمل بين ضلوعي هماً ثقيلاً، مثل حصاة غرست في قلبي. أستمع لأنفاسي وهي تهدر، أحاول أن أعرف سبب استمرارنا،
حين كل شيء حولنا يتحلل إلى رماد.
ما زلت أتكلم إلى نفسي، أصوغ أمنيات في أول الليل،
أكتب على جدران الفراغ أحلامًا لم تولد بعد، أعلم أن الريح ستحملها بعيدًا.
نمضي وحدنا في أزقة الذكريات، حيث تنحني الأشجار على ما تبقى من أمانينا، نسمع حفيفها كأنها تهمس ..كل شيء يتحرك ببطء قاتل، كل شيء يتفتت في أيدينا، حتى أصواتنا تصبح غريبة، تعود إلينا خاسرة مكسورة، تسأل عن معنى الاستمرار، ونحن لا نملك سوى أن نصمت.
مع كل فجر جديد، أستقبل الحزن كضيف لم يرحل، أستمع لأنفاسه وهي تنتشر في صدري، أحاول أن أبتسم رغم الركام. أحاول أن أكتب على حطامي قصةً أخرى، لعلي أجد بين الماضي بعض الفرج، يذكرني بأننا ما زلنا على قيد الحياة.
في النهاية،
أمد يدي إلى الفراغ، أكتشف أنه أصبح رفيقي، أقوى من كل الأمنيات، وأصدق من أي كلام قيل، ومع ذلك، ما زلت أتحدث، أكتب، وأحتضن الألم، لأنه وحده يعرفني على حقيقتي.
****************************
مهدي سهم الربيعي/العراق/