قصة قصيرة: الثمن / د. وليد زيدان اللهيبي، العراق

قصة قصيرة: الثمن / د. وليد زيدان اللهيبي، العراق
رجل توفيت زوجته وتزوجَ من امرأة أخرى وكانت عاقرا كان للرجل أبنه واحدة فقط عمرها حين توفيت والدتها خمسة عشر عاماً، عاشت عامين آخرين مع زوجة أبيها التي كانت قاسية القلب، تعامل الفتاة بقسوة لا توصف، لاحظت الفتاة أن لزوجة أبيها علاقة مشبوهة مع شخص تتقرب إليه وتتودد إليه كلما كان والدها غائباً، لفت نظرها هذا المشهد المتكرر حاولت بأدبها الجم العالي أن تلفت نظر زوجة أبيها بأن هذه العلاقة لا يمكن لها أن تستمر لأنها تخشى أن تتطور الأمور وتصبح العلاقة حرام شرعاً.
حاولت الفتاة أن توقف هذه العلاقة منذ البداية إلا أَنَّ إصرار زوجة أبيها على ذلك جعلَ من حياة الفتاة جحيماً لا يوصف، بدأت زوجة أبيها تلمح لزوجها أن ابنته غير نظيفة في علاقتها مع ابن الجيران، لقد قلبت الموازين، كانت الفتاة تخجل، أن تصارح أباها بعلاقة زوجته، ومع تكرار شكوى زوجة الأب إلى زوجها من تصرفات ابنته وهي كاذبة طبعاً.
ازداد غضب الأب على ابنته كما ازدادت زوجة الأب قساوة على الفتاة، ذات يوم طفح الكيل بالأب مما بدأت ترويه زوجته عن ابنته، حمل سكيناً في الليل وهم بقتل ابنته وهو ينظر إليها حاملاً السكين ليقتلها دمعت عيناه وسقطت دمعة على وجه ابنته شعرت الفتاة بشيء ساخن يسقط عليها فتحت عينيها وإذا بوالدها يحاول قتلها صرخت بوجههِ طلبت التروي بتنفيذ حكمه، ارتد والدها ولم يفعلها، وبعد أن سكن الليل وهدأ الجميع هربت الفتاة من الدار إلى أحد البيوت التي تخشى الله والمعروفة بورعها وتقواها لجأت إليهم وقصت حكايتها وأبلغتهم بأنها تريد أن تكون قريبة من والدها، احتضنوها وأخفوها كي يكتشف والدها خطأه، يأس والدها من العثور عليها وبدأ يعيش حياته مع زوجته بشكل اعتيادي، وذات يوم عاد الزوج إلى بيته في غير موعده دخلَ فيه وذهلَ مما رأى زوجته على فراش الزوجية بصحبة رجل غريب.. يا للعار سحب مسدسه، صرخت زوجته طلبت العفو عنها.
– قالت: افعل ما شئت.. طلقني ولا تقتلني.
– قال الزوج: وأبقى أعيش على العار.
وبسرعة أفرغَ رصاصات مسدسه بجسديهما العاريين وأرداهما قتيلين وهو يردد فقدت ابنتي ثمناً لخيانة زوجتي.. يأله من ثمن.. يأله من ثمن.