الثقافة والفن

أقولُ الحقيقةَ بقلم الشاعر ثامر الخفاجي.  العراق   

أقولُ الحقيقةَ بقلم الشاعر ثامر الخفاجي.  العراق

 

أقولُ الحَقِيقَةَ

واتَّهِمْنِي ما تَشاءْ،

فلَسْتُ أوَّلَ

مَنِ اتُّهِمَ ظُلْمًا،

ولَنْ أكونَ

آخِرَ الشُّهَداءْ.

 

هذِهِ أطْباعُنا:

نُمَجِّدُ الأصْنامَ

مَدِيحًا وَثَناءْ،

ولأبْناءِ جِلْدَتِنا

الرَّجْمُ وَالرِّثاءْ.

 

فأصْنامُنا، يا سَيِّدِي،

طَيِّبَةُ المَذاقْ،

فَنَحْنُ مَن

نُسقِطُ عَلى أكْتافِها

نُجومَ السَّماءْ،

ونَحْنُ مَن نُريقُ

تَحْتَ أقْدامِها

ما تَبَقّى لَنا مِنْ حَياءْ.

 

أَلَسْنا أوْلى الحَضاراتِ

فِي التَّأريخْ؟

أَلَسْنا أوَّلَ مَنْ صَمَّمَ

غَزْوَ الفَضاءِ وَالمِرِّيخْ؟

 

أَلَسْنا

أوَّلَ مَنْ أعَدَّ العُدَّةَ

لِحَرْبِ البَسوسْ؟

ولَمْ يُسْمَعْ فيها

لِضَمِيرِ نائِبَةٍ صَرِيخْ؟

 

أَلَسْنا

مَنْ قَتَلَ السِّبْطَ

وانْتَحَبا؟

أَلَسْنا

مَنْ شَحَذْنا سُيُوفَنا

لِنَمْلَأَ رِكابَنا

فِضَّةً وَذَهَبا؟

 

وَما زِلْنا نُرَدِّدُ:

“سُودٌ وَقائِعُنا”

“بِيضٌ صَنائِعُنا”،

والقُدْسُ لَمَّا…!

 

ولَمْ تَزَلْ

مِرآةُ خَيْبَتِنا،

فَدودَةُ الأرْضِ،

يا سَيِّدِي،

أَكَلَتْ مِنسَأَتَنا

وأحالَتْ

بَيادِرَ قَمْحِنا

حَطَبَا.

 

فَسَلْ سُيوفَكَ،

كَي لا تَصْدَأَ فِي الأغمادِ

يا سيّدي،

واحْفُرْ لنا قَبْرًا

يَسَعُ خُطبَ الجُمَعْ،

وقَصائدَ المَدْحِ،

وآياتِ الرِّثاءْ.

 

أَعِدْنا إلى جُحورِنا الأولى،

فَقَدْ ضاقَ بنا

ظِلُّنا العاري،

وامّحى مِنْ جُلودِنا

النُّبْلُ والحَياءْ.

 

أَعِدْنا نَقْرَعُ الطُّبولَ

لِفَتحٍ ما،

فالعالَمُ يُشيِّعُنا،

ونَحنُ ما زِلْنا نَتَوَضَّأُ

في كربلاءْ!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار