أسطول الصمود صار على الأمواج الخطرة: بين الفشل والإصرار على كسر الحصار على غزة
كتب/ عبدالله صالح الحاج–اليمن
أسطول الصمود صار على الأمواج الخطرة: بين الفشل والإصرار على كسر الحصار على غزة
كتب/ عبدالله صالح الحاج–اليمن
☠ *صوت الأمواج وصدى المقاومة*
في لحظة فاصلة من تاريخ المقاومة الفلسطينية، يبحر أسطول الصمود محمّلًا بالخبز والدواء والإرادة، عابرًا مياه المتوسط وسط تهديدات إسرائيلية متزايدة، ليؤكد أن البحر ليس مجرد ممر، بل ساحة مواجهة مفتوحة. الأسطول ليس مجرد قوارب، بل أيقونة لمعركة مفتوحة بين إرادة الشعوب وإصرار الاحتلال على خنق غزة، ومعركة بهذا الحجم تتجاوز بعدها الإنساني لتصبح اختبارًا حقيقيًا لإرادة الأمة وصوت الضمير العالمي.
☠ *البحر: ميدان المواجهة والاختبار*
كل موجة تحمل رسالة جديدة: بين احتمال الفشل وخطر الاعتراض، وبين الإصرار على قلب المعادلة. البحر هنا ليس ممرًا للموت، بل نافذة حياة. وفق تقرير الأمم المتحدة (2025)، يعيش أكثر من 2 مليون فلسطيني تحت حصار خانق، يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء، بينما يقدر الأسطول كمية المساعدات بـ 500 طن من المواد الأساسية. هذا الرقم لا يمثل فقط حجم المساعدات، بل إشارة واضحة إلى أن قضية غزة هي قضية إنسانية وسياسية في آن واحد، وأن الحصار لم يعد مجرد سياسة، بل مشروع حرب اقتصادية وسياسية ممنهجة.
☠ *شهادات من قلب الأسطول*
قال الناشط البحري سامي المصري: “كل موجة تحملنا رسالة أمل، رغم الخطر. نحن هنا لنثبت أن الحصار يمكن كسره”.
وأضافت الناشطة الدولية مريم الحلو: “أسطول الصمود هو رمز عالمي للحرية والمقاومة، وكل موجة تقربنا خطوة نحو فك الحصار”.
هذه الشهادات ليست عبارات عابرة، بل دليل حي على أن الأسطول أصبح مشروعًا سياسيًا واحتجاجًا جماهيريًا عالميًا، يستهدف قلب المنظومة السياسية التي تحاصر غزة منذ سنوات.
☠ *المواجهة السياسية: من تل أبيب إلى واشنطن*
مع اقتراب الأسطول من مياه الخطر، تتعقد الصورة أكثر من أي وقت مضى. فالأسطول يواجه منظومة قمعية تمتد من تل أبيب إلى واشنطن، مرورًا بعواصم سياسية ساهمت في ترسيخ الحصار المفروض على غزة منذ نحو عقدين. ما يجري ليس مواجهة عابرة، بل صراع استراتيجي على تحديد مستقبل القضية الفلسطينية، حيث يتحول البحر إلى جبهة مقاومة جديدة تختبر موازين القوى الدولية.
وفي هذا الإطار، تتكشف أبعاد أكبر: الولايات المتحدة تحشد موقفًا واضحًا لدعم إسرائيل عسكريًا وسياسيًا، بينما تصطف قوى أوروبية في موقف تحذيري فقط، دون اتخاذ خطوات عملية لوقف الحصار، مما يعكس ازدواجية المعايير السياسية والأخلاقية في المجتمع الدولي، وهو ما أكدته تقارير “الجارديان” و”الأمم المتحدة”.
☠ *تحذيرات دولية وأخلاقية*
ذكرت “الجارديان” في تقريرها بتاريخ 1 أكتوبر 2025: “اعتراض الأسطول بالقوة سيشكل وصمة عار جديدة على المجتمع الدولي”.
فيما أكدت الأمم المتحدة في تقريرها الأخير: “الوضع الإنساني في غزة لم يعد يحتمل أي تأخير أو منع لوصول المساعدات”.
هذه التحذيرات تؤكد أن المواجهة ليست مع الاحتلال فقط، بل مع صمت المجتمع الدولي وأذرع القمع السياسية التي تعزز الحصار، وهي معركة تضع السؤال الأخلاقي في قلب الصراع: هل يظل العالم شاهدًا صامتًا أمام جريمة الحصار، أم أن هناك لحظة فاصلة ستكتب تاريخًا جديدًا؟
☠ *الخطر الأكبر: الصمت أو الانكسار*
ليس الخطر في الاعتراض فقط، بل في أن يتحول الصمت أو الانكسار إلى ورقة إضافية بيد الاحتلال لتكريس الحصار. وصول الأسطول ولو قارب واحد سيُحدث هزة أخلاقية كبرى، ويعيد غزة إلى واجهة الرأي العام الدولي، ويثبت أن الدم الفلسطيني لم يعد وحده من يدفع الثمن، بل أن شعوبًا بأكملها قررت أن تخوض البحر نصرة لغزة والشعب الفلسطيني، وهو ما يجعل الأسطول حدثًا ذا بُعد سياسي واستراتيجي لا يمكن تجاوزه، بل نقطة تحول في الصراع الدولي على القضية الفلسطينية.
☠ *سؤال البحر: اختبار الإرادة الإنسانية والسياسية*
الأسطول ليس مجرد قوارب، بل صوت الضمير الإنساني الذي يعلو فوق الأمواج، يكتب ملحمة مقاومة جديدة، ويؤكد أن الحصار ليس قدرًا أبديًا.
✦ السؤال الكبير: هل يكسر الأسطول الطوق الحديدي، أم أننا أمام محطة جديدة في سجل الخذلان الدولي؟ الجواب لن يكتبه قادة العالم، بل سيكتبه البحر ذاته بمداده الأزرق الممزوج بدماء الأحرار، ليكون هذا الحدث شهادة حيّة على أن إرادة الشعوب قادرة على كسر الحصار، وأن أسطول الصمود أصبح رمزًا عالميًا للمقاومة والإصرار، وحجر زاوية في سجل الصراع الفلسطيني القادم.
*المصادر والمراجع*:
1. “أسطول الصمود العالمي يبحر مجددًا إلى غزة وسط تحذير إيطالي” – رويترز، 30 سبتمبر 2025.
2. “الحكومة الأسترالية تعبر عن قلقها العميق بشأن سلامة مواطنيها على متن أسطول غزة” – الجارديان، 1 أكتوبر 2025.
3. “الوضع الإنساني في غزة” – تقرير الأمم المتحدة، 2025.
4. “أسطول الصمود يقترب من منطقة ‘عالية المخاطر'” – الجزيرة نت، 29 سبتمبر 2025.
5. شهادات مباشرة من أعضاء الأسطول.
6.